نون–خاص
تحدث خلدون المبارك، رئيس مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي، في مقابلة خاصة مع قناة الفريق المتوج لهذا الموسم بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حول نتائج الفريق خلال الموسم الماضي، مؤكدًا عزم الفريق نحو تحقيق المزيد من الألقاب، وأولويات الفريق خلال فترة الصيف، وخطته لموسم الانتقالات، والثقة بالمدير الفني بيب غوارديولا.
كيف تصف شعورك بعد نتيجة المواجهة مع فريق تشلسي على لقب دوري أبطال أوروبا؟
“أنا فخور جدًا بالإنجازات التي حققها الفريق، فنهائي دوري أبطال أوروبا يعد أهم المناسبات الكروية والرياضية، وأنا أعتقد بأن الوصول إلى المباراة النهائية لهذه البطولة يعد إنجازًا مذهلًا بحد ذاته. قد عملنا بجدٍ لسنوات عديدة للوصول إلى هذه المرحلة. إن وضع أحجار الأساس أمر في غاية الأهمية للتطوير وتحقيق الأهداف. ومن أجل تحقيق الأهداف قد تفوتك أهداف أخرى، وها جزء من الحياة وجزء من رياضة كرة القدم. وفي الليلة الماضية (نهائي دوري أبطال أوروبا) كنا على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الإنجاز المهم والذي عملنا بكل جهد للوصول إليه. وفي المباريات النهائية تتساوى احتمالات الفوز أو الخسارة، وهذه رياضة كرة القدم، تقدم كل ما بوسعك فإذا سارت الأمور على نحو ما تريد فستحقق الفوز، وإن لم تسر بحسب هواك عليك أن تشعر بالفخر وتهنئ الفريق الفائز. وبالنظر إلى المستقبل، فيمكنني القول بأن فريقنا سيعود في الموسم القادم بشكل أقوى وشهية أكبر للفوز، وأنا متحمس جدًا لمسيرتنا المستقبلية ورحلتنا نحو العودة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا”.
بالنظر إلى نتائج البطولات التي تم تحقيقها، هل يمكننا القول بأن الفريق أسس لنفسه مكانة؟
“بالتأكيد. فأنا الآن جالس وورائي كأس الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس كاراباو، بعد خسارة المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا، ويقدم ذلك لمحة عن الموسم الذي شهده الفريق. فقد كان هذه الموسم رائعًا بكل معنى الكلمة، إلا أنه أيضًا تتويج لسنوات من العمل الدؤوب في سبيل تحقيق هذا الأداء الثابت وهذا المستوى من التوقعات اللذان وصل إليهما الفريق ومنافسته على الألقاب عامًا بعد عام. من الصعب الفوز باللقب في كل موسم، ولكننا سنكون دائمًا حاضرين للمنافسة عامًا بعد عام. وعلى مدار السنوات العشر الماضية نافسنا باستمرار في دوري أبطال أوروبا، ولم يحقق ذلك أي نادٍ آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتوج الفريق خلال الفترة نفسها بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات، محققًا لقب الدوري ثلاث مرات خلال أربعة مواسم. كما حصدنا أكبر عدد من الألقاب المحلية مقارنة بأي فريق آخر في إنجلترا خلال هذه الفترة. وهذا هو مستوى الأداء الثابت الذي حققناه كمنظمة، وعند النظر إلى دوري أبطال أوروبا فذلك يعني التقدم في مراحل البطولة عامًا بعد عام ومواصلة المنافسة، وكما يعرف المشجعون، فقد كانت هناك تحديات، وواجهنا صعوبات في تخطي مرحلة ربع النهائي، لننجح بعد ذلك في تخطي هذه العقبة والوصول إلى مرحلة نصف النهائي، ثم تجاوزنا هذه المرحلة أيضًا محققين خطوة إضافية بالوصول إلى المباراة النهائية. وما يهم هو مواصلة العمل عند مواجهة الصعوبات، واستجماع القوى للعودة بشكل أقوى. ويمنحني سجل إنجازات الفريق، كما يجب أن يمنح الجميع، الثقة بقدرتنا على العودة. وبالرغم من خيبة الأمل لخسارة نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، فإننا سنعود حتمًا إلى هذا النهائي”.
لقد قلت قبل عقد من الزمن أنك تريد الفوز بخمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات العشر المقبلة ، وهذا ما حدث. فهل كنت تصدق ما تقوله آنذاك؟
“بالتأكيد. بالطبع ، يسهل الآن قول ذلك، ولكن بالنظر إلى مجريات الأعوام العشرة الماضية يبدو واضحًا أن تلك الثقة لم تكن مبنية على فراغ، بل على رؤية واضحة وتخطيط ودراية. والكوادر التي يتمتع بها الفريق، واستراتيجية واضحة وثقة بقدرة الجميع على تنفيذها. ومن بعد ذلك تأتي المواهب الكروية، فلا يمكن الفوز بدون تواجدها، وفي منافسات الدوري عادة ما يفوز الفريق الأفضل أداءً، وأعتقد بأننا كنا الفريق الأفضل في أغلب الأوقات. وبحسب ذلك فقد حصدنا خمسة ألقاب للدوري خلال عشرة سنوات، كما كنا خلال تلك الفترة ضمن الفرق الأربعة الأولى على سلم الترتيب. أعتقد بأن الفريق حقق الأهداف التي تم بناؤه من أجلها، وأن المنظمة بأكملها أدت ما يراد منها. وفي مباريات الكأس، يختلف الأمر إلى حد ما، ففي 90 دقيقة هي زمن المباراة، قد يحصل أي شيء سواء كانت مباراة نهائية واحدة أو مجموع مباراتي الذهاب والإياب، فهذه رياضة كرة القدم، ولأجل ذلك نحب هذه اللعبة. لطالما كنت مؤمنًا بأهمية العمل الدؤوب والسعي المستمر بأقصى جهود في تحقيق النتائج. وأنا أعرف بأن الشيخ منصور فخور جدًا بما حققناه. فرؤيته التي وضعها في عام 2008، راغبًا وساعيًا إلى تنفيذها خلال 10 إلى 12 عامًا، قد تحققت، وفيما نتطلع إلى الأعوام العشرة القادمة ورؤيته التي يسعى إلى تحقيها خلال تلك الفترة، فأنا اعتقد فأننا في مرحلة تمكننا من تحقيقها. أستحضر الماضي بكل فخر وأتطلع إلى المستقبل بكل حماس. وأنا أعتقد بأننا قد وضعنا الأسس المتينة والأركان الثابتة، والآن تتواصل المسيرة وأنا متحمس لها”.
ما مقدار الرضا الذي يمنحك إياه هذا الموسم ، وكيف تقارنه بالمواسم الأخرى؟
“لقد حفل هذا الموسم بالتحديات. وكان مزيجًا من موسمين لأننا خضنا مرحلة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي في أغسطس، وبدون أي راحة. كانت هناك فترة قصيرة يمكن بالكاد القول بأنها كانت موسمًا تحضيريًا. لتنطلق بشكل شبه مباشر منافسات الموسم التالي، كانت أخبار الجائحة لا تزال تسيطر على الأجواء. وأتذكر ذلك بوضوح، تسببت خسارتنا أمام فريق ليون بالشعور بالضياع. فخسارة لقب الدوري أمام ليفربول وبتلك الطريقة، ثم خسارة دوري أبطال أوروبا، استوجبت علينا استجماع القوة ذهنيًا للتعافي والعودة، ولكن شهية الفوز لم تذهب، هذا أكيدٌ، كان علينا العودة واستجماع قوانا الذهنية والبدنية، واستغرق ذلك فترة، كان شهرا سبتمبر وأكتوبر في غاية الصعوبة، ولكنني كنت دائمًا على ثقة بقدرتنا على العودة والمنافسة بقوة عند تحقيق سلسلة من النتائج الجيدة، وحتى في أصعب الأوقات لم يساورني أي شك حول قدرتنا على تصحيح المسار”.
ما أهم اللحظات بالنسبة إليك خلال هذا الموسم؟
“كانت الخسارة أمام ليستر مهمة للغاية، ولا تكم، أهميتها بالمعني الإيجابي للكلمة، ولكنها كانت نقطة انطلاق هامةـ فقد منحت غوارديولا والفريق نظرةً واضحة لما يجب تجنبه، كما كانت نتيجة التعادل في مواجهة وست بروميتش ألبيون من اللحظات الأخرى المهمة في الموسم لما كان لها من أثر في إجراء بعض التعديلات الهامة، وأسفرت هذه التعديلات عن الفوز على تشيلسي في أرضه على ملعب ستامفورد بريدج وبهذه النتيجة وهذا الأداء بدأت مرحلة الانتصارات التي استطعنا عن طريقها الفوز بلقب الدوري. ومع تقدم مراحل الموسم كان هناك المزيد من اللحظات الحاسمة، فقد كانت وفاة كولين بيل، أحد أعظم اللاعبين الذي ارتدوا قميص السيتي، لحظة هامة لنا، وباعتباره من أفضل لاعبي كرة القدم في مدينة مانشستر وإنجلترا، كانت مباراة الكأس التي لعبناها في مواجهة مانشستر يونايتد بمثابة تكريم لذكراه، وهذا لحظة أتذكرها باعتزاز، فقد كان فوزنا فيها هدية له فيما انضم اللاعبون والمدربون والمشجعون مشاركين في تكريم ذكراه، وبعد ذلك خضنا مواجهات دوري أبطال أوروبا في دور الـ 16، ثم ربع النهائي، ونصف النهائي من بعده، فكان الوصول إلى كل من تلك المراحل وتحقيق الفوز في كل من مواجهاتها واللعب بانضباط وشخصية أمرًا في غاية الروعة، فقد كانت مباراتا ذهاب وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا من أفضل المباريات التي لعبناها خلال هذا الموسم”.
وما هي أولويات الفريق خلال موسم الصيف؟
“يتعين علينا بالدرجة الأولى تحديد المواقع التي تستدعي الدعم، كما يتوجب علينا استقطاب المواهب باستمرار وتطويرها وخاصة عند المنافسة على القمة. ولا يعني فوزنا بلقب الدوري الاسترخاء والرضا بذلك، فهذا سيكون خطأً كبيرًا. ففي هذه المرحلة نجدد التزامنا باجتذاب أفضل المواهب للفريق الرئيسي، خسرنا موهبة كبيرة بانتقال سيرجيو أغويرو، تاركًا مهمة صعبة لخلفه، إلا أننا واثقون من قدرتنا على إيجاد البديل المناسب، كما أنه هناك نواحي أخرى تستدعي الاستثمار فيها، ليست هذه النواحي كثيرة، ولكن الأمر لا يتعلق بالأرقام وإنما بالجودة، يتكون الفريق من لاعبين رائعين، لا يمكن الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز والوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بدون وجود نخبة من أفضل لاعبي العالم، ولكننا سنعمل على استقدام مواهب قوية في موقعين أو أكثر”.
كيف تنظر إلى سوق الانتقالات الصيفي؟
“أعتقد أن المنافسة فيه ستشتد. يحف هذا السوق بالتحديات. ووضعت جائحة كوفيد-19 ضغوطًا مالية على أغلب الدوريات والفرق. ولكن مع ذلك، فأن فخور بقدرة الفريق على مواجهة أزمة كوفيد. سنفعل ما يقتضيه الوضع، وأنا واثق من قدرتنا على القيام بذلك بالشكل الصحيح، وسيعود ذلك علينا بالنفع الكبير مستقبلًا، ولكنني أعتقد بأن السوق سيكون في حالة صعبة نظرًا لافتقاده السيولة الكافية، ومع ذلك فأنا متأكد من حركته”.
وماذا عن الثقة في غوارديولا خلال المراحل المبكرة من الموسم، حين واجه الفريق صعوبات؟
“بالنظر إلى سجل إنجازاته مع الفريق وأخلاقياته في العمل، فلا يمكن إلا الثقة به. ومن الجدير بالذكر عند الحديث عن بيب ذكر خلقه الإنساني الذي يرافقه، فهو إنسان رائع، وأنا أدرك صعوبة الوضع الذي كان فيه، فخلال الظروف الحالكة، أعتقد أن ذلك كان خلال شهر نوفمبر قبل توقيعه تجديد العقد، يحضر في بالي نقاشنا الطويل أثناء اجتماعنا سوية وما أسفر عنه من تجديد للرؤية. وعندها شهدت شخصًا يشعر بخيبة الأمل، لأنه في قلبه يحس بأنه لم يقدم ما وعد بتحقيقه للنادي، شهدت شخصًا لديه تعطش كبير للنجاح، ولكنه يشعر بأنه خذلنا، لكن ذلك ليس صحيحًا، وأردت أن يكون هذا الأمر في غاية الوضوح بالنسبة إليه. تمر مواسم لا تتمكن خلالها من تحقيق الإنجازات التي تسعى إليها، ولكن مواصلة العمل وامتلاك الثقة هو ما يهم، كان الفريق في المركز الثامن أو التاسع، ولكن كلانا كان يعرف بأن هذا الفريق قادر على الفوز باللقب. وباجتماعنا وتوحيد رؤيتنا حول وجهة العمل، لم يكن ذلك بالأمر الصعب في نهاية المطاف. ومع انتهاء الاجتماع كنا على اتفاق تام حول مسيرتنا نحو النجاح. وأخبرت الشيخ منصور باعتقادي بقدرتنا على الفوز بلقب الدوري، وقلت إننا سنمضي أشواطًا في دوري أبطال أوروبا، لم أعرف فيما إذا كنا سنفوز به ولكن كنت واثقًا من قدرتنا على التقدم إلى المراحل النهائية”.