نون والقلم

عبدالعزيز النحاس يكتب: مصر تفرض التوازن الاستراتيجي

القضية الفلسطينية تعني الكثير ليس للعرب وحدهم، وإنما لكثير من دول وشعوب العالم، وإذا كان لها تأثير مباشر على معظم دول المنطقة، فإن تأثيرها الممتد يصل إلى أوروبا وكثير من دول آسيا وأفريقيا لاعتبارات إنسانية ودينية وتاريخية بعد أن بات الشعب الفلسطيني هو آخر شعوب العالم التي ترزخ تحت وطأة الاحتلال والاضطهاد العنصري.. وإذا كانت الحرب الأخيرة على غزة لم تختلف كثيرًا عن سابقاتها، إلا أنها أعادت القضية مرة أخرى إلى صدارة المشهد الدولي بعد أن تسببت حربا الخليج، ثم أحداث الربيع العربي وما نتج عنها من سقوط عدة دول، وظهور تنظيم داعش، واستدعاء القوى الغربية بزعم محاربته والقضاء عليه، وانشغال معظم الدول العربية بصراعاتها ومشاكلها الداخلية.. كلها أمور أدت إلى توارى القضية الفلسطينية، وعدم الوصول إلى حلول تحقق قرارات الشرعية الدولية، وربما تكون معظم الأحداث التي سادت العالم العربي بهدف شغله وإضعافه وبقائه في حالة صراع داخلي دائم.. أن تكون إحدى ثماره تجميد القضية الفلسطينية، وخلق واقع جديد يصعب تغييره على الأرض الفلسطينية.

مؤكد أن استعادة مصر قوتها وقدراتها واستقرارها كان بمثابة استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة، واستعادة دورها الفاعل الذي يخدم كل القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكان من الطبيعي أن تلعب مصر الدور الأكبر في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية من خلال الوساطة بين جميع الأطراف والتحرك الدولي الفعال، وهو دور ثمَّنه كثير من قادة العالم والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قدَّم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي مؤكدًا أهمية الدور المصري في تثبيت وقف العنف والعودة إلى الحلول السياسية.. والحقيقة أن عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث الدولية مرة أخرى يجب ألا تكون إحدى الفرص الضائعة كما سبق. وعلى القيادة الفلسطينية أن تستثمر قناعة عدد كبير من دول أوروبا والعالم. التي تقر بحل الدولتين وبالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

إذا كانت مصر تلعب دورًا فاعلًا في القضية الفلسطينية، فهو بالتأكيد جزء من الدور الكبير الذي تلعبه مصر الآن على الساحة الإقليمية والدولية، وليس أدل على ذلك من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل عدة أيام بأن القاهرة تلعب دورًا مهمًا في الاستقرار الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط.. والمؤكد أن هناك معنى ومغذى للاتصال الثاني من الرئيس بايدن مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في أقل من أسبوع. وتباحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية المهمة كان من بينها الوضع الليبي. وأيضًا العلاقات المصرية الأمريكية. والملاحظ أن الرئيس بايدن قد أكد قيمة التعاون البنَّاء والشراكة المثمرة بين البلدين. وتطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات. خاصة في دور مصر المحوري إقليميًا ودوليًا وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار.. ولأن الرئيس بايدن يتمتع بخبرة سياسية عميقة، فقد أكد تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لقضية مياه النيل بالنسبة للشعب المصري. مشيرًا إلى عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر. وفى اعتقادي أن التحرك الأمريكي الفعال في هذا الملف تحديدًا سوف ينقل العلاقات المصرية الأمريكية إلى آفاق كبرى.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة  الأخبار أهم العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى