يدور الحديث بعد وقف إطلاق النار في غزة، حول إحياء عملية السلام، واعتبار الهدنة الحالية مقدمة لمفاوضات جادة يقودها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
إنها أخبار مشجعة لكل الذين يتطلعون إلى نهاية مشرفة لهذا النزاع الذي طال أمده، حتى لو كان كل الذي حدث في القدس وغزة عملية تحريك للمياه الراكدة، الهدف منها بث روح الإحباط لدى الإسرائيليين والفلسطينيين في ذات الوقت، بعد أن عاشوا أياماً في المخابئ، خاصة بالنسبة للإسرائيليين الذين جربوا تساقط الصواريخ على رؤوسهم، وإن كان مفعولها محدوداً، يكفيهم أن يسمعوا صفارات الإنذار، ويشاهدوا المضادات وهي تصطاد غالبية الصواريخ، والقليل سقط في الداخل وأحدث إصابات، وبث الرعب بينهم لتهتز نظريات الأمن والتفوق والقبة الحديدية.
كلنا مع السلام، ومع حل الدولتين، ومع مفاوضات تنطلق من النقاط المتفق عليها سابقاً، في مدريد وأوسلو، ومع الالتزام الكامل بالحقوق المسلوبة من الشعب الفلسطيني، ومع وقف الاستيطان أو توسيع المستوطنات القائمة، ومع رفض استباحة المسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين، ومع امتناع قوات الاحتلال عن ممارسة العنف ضد العزل في الضفة وغيرها من المناطق، وبعبارة أدق «أن تتوقف إسرائيل عن ممارسة هوايتها في القتل»!
نريد سلاماً، ولكن من يمكن أن نقول إنه مؤهل لعقد اتفاقية تاريخية تنهي قرناً من الصراع، هل بنيامين نتانياهو مؤهل؟ وهل محمود عباس مؤهل؟ وهل حماس مؤهلة؟
الثلاثة غير مؤهلين، تلك إجابة تعيدنا إلى الواقع حتى لا نحلم كثيراً بسلام واستقرار وإعمار. الأول معلق بخيط أوهن من خيط العنكبوت. والثاني أصبح خارج كل الحسابات نتيجة قراءاته الخاطئة للأحداث. وفشله الذريع في إدارة السلطة. والطرف الثالث حركة تعيش على الفوضى، وتقتات بعطايا مخلوطة بدم أبناء قطاع غزة، ووجودها مرتبط بعلاقاتها المتداخلة بالمجموعات والدول الإرهابية.
السلام بحاجة إلى رئيس وزراء إسرائيلي يؤمن بأن هناك مقابلاً للأمن والاستقرار. وإلى قائد فلسطيني يضع مصلحة فلسطين وشعبها أمام عينيه.