تابعنا بشغف فاعليات زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى العاصمة الفرنسية، باريس، والتي وضحت موقف الدولة المصرية من كافة القضايا الإقليمية المطروحة على الساحة كما أننا لاحظنا حفاوة ومراسم الاستقبال للسيد الرئيس السيسي، كالعادة، خاصة وأنها لم تكن الأولى، فقد قام السيد الرئيس السيسي بزيارة لفرنسا العام الماضي بهدف تعزيز التعاون بين باريس والقاهرة في مواجهة الأزمات في الشرق الأوسط. تعاون مشترك بين البلدين يبرهن عن مدى صلابة الروابط الممتدة بين البلدين وقوة العلاقات الإنسانية بين الرئيس ونظيره الفرنسي.
زيارة مليئة بالأحداث والمؤتمرات واللقاءات والقرارات المصرية المصيرية، كالعادة، فمنها على سبيل المثال، مشاركة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر باريس لدعم السودان وقمة دعم تمويل الاقتصاديات الأفريقية وقمة ثلاثية لبحث تطورات الأوضاع في غزة ولقاءات ثنائية عديدة ومتنوعة.
فقد ركز السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في «مؤتمر دعم المرحلة الانتقالية في السودان» على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التي يمر بها، بالإضافة إلى استعراض الجهود المصرية الجارية في هذا الصدد على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية. كما أكد السيد الرئيس السيسي، خلال اللقاء الثنائي مع الجانب السوداني، التزام مصر ببذل كل الجهود لمساندة الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتخلص من ديونه المتراكمة وتخفيف أعبائه التمويلية، وأشار السيد الرئيس السيسي، إلى أن مصر ستشارك في المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال استخدام حصة مصر لدى صندوق النقد الدولي لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها، كما أكد سيادته استعداد مصر لنقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية. كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، حيث تم تأكيد التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
كما أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اللقاء الثنائي مع الجانب السنغالي، استعداد مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع الجانب السنغالي في مختلف المجالات، لا سيما التبادل التجاري والاستثمار وتطوير البنية التحتية وتوفير الدعم الفني وبناء القدرات، كما ثمن الرئيس السنغالي، الدور المصري الحيوي في سبيل العمل على تحقيق التنمية الشاملة وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية من خلال المشاركة بخبراتها المتنوعة وتسخير إمكاناتها المتميزة.
كما القى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الضوء خلال أعمال «قمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية»، والتي انقسمت إلى جلستين؛ الأولى بشأن التمويل الخارجي والديون، والثانية بشان تطوير القطاع الخاص والإصلاحات والبنية التحتية، على مختلف الموضوعات التي تهم الدول الأفريقية فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها في الاقتصاد العالمي، بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي في مواجهة تداعيات أزمة كورونا، وكذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول الأفريقية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها كما تم التوافق خلال القمة على أهمية بلورة رؤية مشتركة لدعم القارة الأفريقية خلال جائحة كورونا، بما يشمل موارد من القطاع الخاص ومبادرات لتعظيم التمويل الميسر المتاح للقارة من خلال المؤسسات الإنمائية الدولية والمانحين على المستوى الثنائي، مع الإسراع بإنتاج التقنيات الطبية المرتبطة بالجائحة مثل اللقاحات والتحاليل والعمل على توزيعها العادل في القارة، ومناقشة الإصلاحات الاقتصادية الداعمة للنمو المستدام للدول الأفريقية، ومن ضمنها تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمويل مناخ الاستثمار والإدارة الضريبية ودعم ريادة الأعمال.
ويحضرني جزء من كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال جلسة «التمويل الخارجي والديون» حيث قال سيادته «وجدت مصر ذاتها مُضطرة إلي التعامل مع الصعوبات المالية المرتبطة بالجائحة في الوقت الذي تعمل فيه على إنجاح برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي. والذي يتطلب ضبط الإنفاق الحكومي والسيطرة على عجز الموازنة، إلا أن تطبيق هذا البرنامج منذ وقت مبكر، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ساهم في تعزيز مرونة الاقتصاد المصري، وأتاح للحكومة القدرة عل اتخاذ إجراءات فعالة، شملت تطبيق سياسات نقدية ومالية تحفيزية، وإعادة ترتيب أولويات الخطط الاستثمارية والتركيز على القطاعات التي تتسم بالمرونة والقدرة على التعافي السريع».
كلمات لخصت العديد والعديد من المجهودات العظيمة للدولة المصرية….كلمات عبرت عن إرادة سياسية حقيقة لتقديم خدمة مميزة للمصريين…..كلمات عبرت عن كم التخطيط والمتابعة والتنفيذ والمساءلة…. كلمات عبرت عن الجهد المبذول لرفعة شأن وطننا الغالي…. كلمات عبرت عن مدى وعي القيادة السياسية باستباق الأحداث والقدرة على التخطيط لمواجهة الأزمات الطارئة…. كلمات أكدت أننا على الطريق الصحيح للنهضة الشاملة الحقيقة….. كلمات حملتنا الكثير والكثير من الالتزام بالتكامل والترابط بين كافة أطياف المصريين…. كلمات عبرت عن حلم عشناه وصدقناه بأن تكون «مصر أم الدنيا» و«قد الدنيا».
ومن دعم الأشقاء في السودان، والذي اختتم به السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته أثناء مؤتمر «دعم المرحلة الانتقالية في السودان» حيث قال سيادته «أود في النهاية أن أعيد التأكيد على التزام مصر الراسخ بمواصلة دعم الأشقاء في السودان لتحقيق الاستقرار والتنمية التي يستحقها الشعب السوداني. وأدعو جميع شركاء السودان لمواصلة دعم ومساندة الجهود السودانية في إطار أولوياتها الوطنية». إلى دعم الأشقاء في فلسطين فقد أعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديم مصر مبلغ ٥٠٠ مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الأعمار وذلك أثناء القمة الثلاثية لبحث تطورات الأوضاع في غزة.
قرارات رئاسية مصرية عبرت عن موقف مصر الدائم من دعم الأشقاء… قرارات رئاسية مصرية عبرت عن الريادة المصرية في كافة أوجه الدعم للبشرية والإنسانية…… قرارات رئاسية مصرية عبرت عن مدى قوة التخطيط والمتابعة والتنفيذ في الوصول للهدف المنشود….. قرارات رئاسية مصرية عبرت عن مقدار الإبداع والتفكير خارج الصندوق ودقة اختيار القرارات المصرية خاصة في مرحلة إدارة الأزمات والمخاطر.
زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا كانت مليئة بالأحداث والمؤتمرات واللقاءات كالعادة وإشادة من الجميع بدور مصر الريادي في كافة المجالات. وتطلع الجميع لتعزيز التعاون الممتد والمثمر مع مصر، فنجد تصريح الرئيس التنفيذي لشركة «داسو» للصناعات الجوية المُصنِعة لطائرات الرافال الحربية عن أهمية دور مصر في تدعيم أسس الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية. فضلًا عن دورها البارز في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ونجد تصريح البرتغال كرئيس حالي للاتحاد الأوروبي بأن «مصر أصبحت بقيادة السيد الرئيس مثال ونموذج ملهم للاستقرار والتنمية يحتذي به في الشرق الأوسط وأفريقيا»، فنجد أنفسنا أمام تحدي لبذل المزيد والمزيد من الجهد والعمل للاستمرار وتعزيز الأفعال والأنشطة والآليات التنفيذية لرفعة شأن وطننا الغالي مصر. حفظ الله مصر قيادة وجيشا وحكومة وشعبا.
فزيارة السيد الرئيس السيسي إلى فرنسا لم تكن كأي زيارة بل كانت مليئة بالأحداث والمؤتمرات واللقاءات والقرارات الرئاسية المصرية كالعادة.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا