يقول البعض إن هذا وقت توحيد المواقف ونسيان الخلافات والانقسامات، ويطلب من الأمة العربية، وليس من الأطراف الفلسطينية أن توحد جهودها، وأن تنسى ما فعلته «حماس» مع أغلبها كدول وشعوب، خاصة دول الخليج التي نالت ما نالت من إساءات أطلقها هذا التنظيم في مسيرات موجهة بشوارع غزة على مدى سنوات، ويريدوننا أن نغض الطرف، وأن نتجاوز حملة النكران والجحود التي أدارها قادة «حماس».
حجتهم، أولئك البعض، أن «حماس» تواجه إسرائيل اليوم نيابة عن الأمة، وليس دفاعاً عن غزة فقط، ومن أجل القدس والأقصى، وهذه حجة باطلة، بطلانها مثل بطلان سيطرتها على مقدرات الحياة في ذلك القطاع الذي قاوم وناضل ضد الاحتلال حتى أجبره على الرحيل، بفضل شعبه الرافض للضيم والأسر، فجاءت هذه الطغمة الدخيلة بديلاً أشد قسوة وظلماً، ولن ننسى أبداً يوم انقلابهم على السلطة التي كانت شريكتها، وكيف هانت عليهم أرواح أبناء شعبها من اتباع التنظيمات والحركات الأخرى، يومها فعلوا ما لم تفعله إسرائيل ببشاعة احتلالها، في ذلك اليوم الأسود الكئيب لفنا الحزن جميعاً ونحن نرى شباباً في مقتبل العمر، كانوا ذخيرة وطنهم، يلقون وهم أحياء من فوق أسطح البنايات، ليتحولوا إلى جثث هامدة وسط برك الدماء على الأرض، لن ننسى تلك القسوة بحق شعبهم من أجل سلطة لم يستطيعوا صيانتها.
منذ ذلك اليوم تأكد لنا أن هؤلاء ليسوا سوى مجموعة إرهابية، يريدون موقع قدم يخدمون من خلاله من يدفع ومن يمكنهم من الأرض والسلطة، ولهذا قبلوا بتنفيذ خطة «بيع فلسطين». تلك التي كشفتها هيلاري كلينتون بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، ولولا يقظة شعب مصر وجيشها لكانت فلسطين. وبرعاية وإدارة حماس. قد اختصرت في غزة وجزء من سيناء. فهم كانوا ولا يزالون ينافسون «عباس» على التنازلات. وهذه «الهبة العنترية» التي نشهدها هذه الأيام تأتي ضمن المشروع التنافسي ذاته. فهم كانوا يعتقدون أن ما يحدث في الأقصى والشيخ جراح تقف خلفه السلطة في الضفة. فدخلوا على الخط ليكملوا رحلتهم مع الابتزاز وقتل آمال الشعب الفلسطيني.