كل المؤشرات تقول إن اليوم الأحد سيكون آخر أيام المبارزة الدموية بين إسرائيل وحماس، وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية ذكرت صراحة أن هناك اتفاقاً بين إدارة بايدن ونتنياهو على استمرار «ملهاة غزة» حتى تنتهي إسرائيل من ترتيب البيت الداخلي سواء في فلسطين 48 أو في القدس التي أشعلت النيران تحت أرجل المحتلين والمستوطنين، فالاعتقالات في الضفة كلها طالت الذين شكلوا ذلك الحصن طوال شهر رمضان لمنع المتطرفين الإسرائيليين من اقتحام المسجد الأقصى. وكان تدخل «حماس» وركوبها تلك الموجة بإطلاق صاروخين هوائيين بمقام سحب البساط عن القدس وتشتيت الانتباه. وتحويل المواقف الدولية، وتغيير لهجة الإدانة، فالمعتدي في القدس والشيخ جراح أصبح «معتدى عليه» بصواريخ لا تعد ولا تحصى!
رغم دمويتها ونتائجها التدميرية تبقى هذه المواجهة التي نسمع عنها. ونشاهد أفلامها المنتجة بإتقان، مجرد «مبارزة ودية» تدار إعلامياً بين طرفين بينهما تفاهمات صاغها «صاحب الشنطة» محمد العمادي السفير القطري المتجول ما بين إسرائيل وغزة. أما من يقتل فمثله في مفهوم «حماس» موجود. وسيحل مكانه فوراً، ومن يشاركه المصير من الأطفال والمدنيين فتكفيه «زغرودة»!
«حماس ليست منا»، يقولها الفلسطيني الشريف، المؤمن بقضيته وعدالتها، والمطالب بحقه في حياة كريمة على أرضه، وما أكثر الشرفاء في فلسطين، وما أجل الدم الطاهر الذي أراقوه لتبقى الراية مرفوعة، منذ «وعد بلفور» قبل قرن وبضع سنوات، وحتى اليوم وما سيليه من الأيام والسنين، وما تتطلبه من تضحيات، وهؤلاء هم الذين يستحقون أن نستمر في الوقوف معهم، ولا نجعل المتاجرين بالقضية رموزاً لها، فأولئك قد جعلوا نضالهم محصوراً في حجم ما ستحمله إرساليات «الملالي» و«العمادي» وأنفاق التهريب.
فلسطين أكبر من كل الذين يتلاعبون بها، إنها أرض مباركة بأقصاها وما حوله.