بعد أن ضاعفت أرباحها خلال الأشهر الأربعة الماضية، وحققت أهدافها من المأساة العالمية، بدأت دول الغرب تبحث التخلي عن الملكية الفكرية للقاحات المضادة لـكورونا حتى يستطيع العالم أن ينتج الاحتياجات المطلوبة.
هذا ما يتردد منذ أيام، كلام عن نوايا، ويرافقه كما يقولون أنباء عن اختلافات في وجهات النظر بين الأوروبيين، فهم منقسمون على أنفسهم، فريق يؤيد وفريق يعارض، وما بين الأخذ والرد والمماطلة ستستمر اجتماعات المعنيين، ونقاشات المجادلين، والوباء ينتشر ويحصد الأرواح، وحسابات الشركات الغربية تتضخم.
وفي الولايات المتحدة يبحث الرئيس إصدار أمر بالتخلي عن الملكية الفكرية. وهذا يعني أن نيته حسنة، ولكن النية ليست علاجاً لما يشهده العالم ومواجهته غير المتكافئة مع الوباء. وفي قضية مثل هذه يكون الحسم هو الحل، وليس إعلان النوايا. بعد الاطمئنان إلى تمكن الشركات الأمريكية من إنتاج ما تغطي به عقودها المبرمة حتى نهاية العام المقبل.
لقد تخلى الغرب عن وعوده السابقة بتوفير اللقاحات للدول الفقيرة، واكتفى بمساعدات لا تذكر إلى بعض الدول، وكأنه «يذر الرماد في العيون»، واستمر في محاربة اللقاحات المنتجة في دول الشرق، ووجد حليفاً قوياً سانده، فالمنظمة الدولية، وأقصد منظمة الصحة العالمية، لم تعترف بلقاح الصين الفعّال حتى الجمعة، أي قبل يومين، وهو لقاح اتبع منتجوه كل الخطوات العلمية المطلوبة قبل أغلب الشركات الأوروبية والأمريكية، وبقي «يراوح» بين إدارات المنظمة الدولية، وعندما تشبعت السوق المستهدفة، وشوهت صورة وسمعة اللقاح الصيني والروسي ولم تجد مبررات جديدة تكرّمت ومنحته موافقتها!
الرئيس الفرنسي ماكرون وجه كلاماً شديد اللهجة، وفيه قسوة، إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، يدعوهما فيه إلى «الكف عن عرقلة تصدير لقاحات كورونا»، وماكرون واحد «منهم وفيهم». ولكنه غير منتج لأي لقاح. وقد عانى كما تعاني دول العالم من عمليات الابتزاز التي تمارسها الدولتان حتى مع أقرب المقربين. وهذا دليل صارخ على تخلي بلاد الغرب. مع الاعتذار لماكرون، عن إنسانيتها واستغلالها لهذا الظرف المأساوي الذي يعيشه العالم إرضاء لشركات الأدوية. التي لا تعترف بالشعارات المتعلقة بالإنسانية والمحبة للبشر. ما دامت ستراكم الدولارات!