زراعة وتهريب المخدرات من لبنان ليس شيئاً جديداً، ولم تكن هذه المسألة خافية على أحد، سواء كان هذا الأحد مسؤولاً لبنانياً أو جهازاً من أجهزة مكافحة المخدرات المحلية والإقليمية والدولية، مآسي لبنان مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذه التجارة التي لا تبور، القتل والتطاحن والتفجيرات والحروب والميليشيات كل ذلك له علاقة بالمخدرات أكثر من علاقته بالسياسة.
الجديد في الموضوع هو الموقف السعودي الحازم، والمعبر عن الرفض القاطع لسياسة خلط الأوراق والمصالح التي تتبعها أطراف التحكم في الشأن اللبناني، فالعصابات هناك ليست خارجة على القانون للأسف الشديد، بل هي محمية من الذين يفترض فيهم أنهم من رجال وجهات إنفاذ القانون، هم أطراف الحكم، والطرف الأقوى اليوم معروف لدى الجميع، ومن يسيره ويخضع له ذلك الطرف أيضاً معروف ولسنا بحاجة لأن نشير إليه، وهو الطرف الإيراني ووكيله اللبناني الرسمي حزب حسن نصر الله المقاوم والمناضل في ساحات «الكيف»!
نحن في غنى عن الفواكه اللبنانية، كل دول الخليج التي أيدت القرار السعودي قالت ذلك وإن لم يرد في بياناتها، التأييد للقرار السعودي كان معبراً. وهذا يعني أنه لن يكون مقتصراً على الشحنات البرية، بل هو شامل لكل ما يشحن إلى دولنا، براً وبحراً وجواً. فهذه شحنات موت تستهدف شبابنا. والدولة اللبنانية غير قادرة على ضبط أمور التصدير، لا سلطة لها. وأقصى ما فعلته بعد القرار السعودي كان التنصل من «الرمان» المحشو بحبوب «الكبتاجون» المخدرة، بالقول «إنه قادم من سوريا»، وهذه طامة كبرى. فقد تحول لبنان من منتج إلى «معبر» لإنتاج الآخرين. رغم أن النتيجة واحدة، والفاعل واحد أيضاً. فميليشيات نصر الله وإيران موجودة في البلدين، وتخضع لإدارتها المزارع والمصانع والممرات الرابطة بينها. أما المرافئ ومراكز الحدود والمطار فهي محتلة من قبل «جماعة المقاومة». وليس للبنان الرسمي والشقيق علاقة بها.