في مثل هذا اليوم، يحتفل المصريون أجمع بانتصار العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر حيث وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. بأنه يعكس عبقرية العسكرية المصرية.
وذلك خلال تهنئة الرئيس السيسي للشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان، حيث طالعتنا حسابات سيادته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات عبرت عن مدى ثقل الدولة المصرية قائلا «تمر علينا اليوم ذكرى انتصار العاشر من رمضان؛ هذه الذكرى الغالية التي تعكس عبقرية العسكرية المصرية في استرداد الأرض وقهر المستحيل».
واستكمل سيادته التهنئة قائلا «وإنني في هذه المناسبة الطيبة والجليلة. أتقدم بتحية احترام وتقدير لشهداء الواجب الذين حققوا هذا النصر العظيم، مستلهما منهم روح الإصرار على صون كرامة الوطن، والاستعداد الدائم والقوي لتقديم أسمى معاني الولاء والانتماء والتضحية لكسب أي معركة في الحياة» وأختتم السيد الرئيس السيسي كلمته قائلا« كل عام وأنتم بخير. #تحيا_مصر».
فتحيا مصر.. البلد الحرة.. تحيا مصر بقوة جيشها، تحيا مصر بصلابة شعبها، تحيا مصر بعيون أولادها الساهرة، تحيا مصر بسواعد شبابها، تحيا مصر بعقول علمائها، تحيا مصر بقلوب أطفالها.. تحيا مصر بدعاء أجدادها، تحيا مصر بحنان أمهاتها.. وفي هذه الذكرى العطرة نتذكر سويا ذكرى حرب العاشر من رمضان 1393 هجرية، الموافق السادس من أكتوبر 1973، وهي الحرب التي انتصر فيها الجيش المصري على العدو الإسرائيلي، واستعاد أرض سيناء، بعد احتلالها وتحقيق الانتصار العظيم، رغم كل المعوقات التي كان يرددها البعض حينها، وكانت تروج لها القوى العظمى، إلا أن الجيش المصري استطاع تحطيم المستحيل.
وجاءت عناوين المانشيتات والعناوين الفرعية، آن ذاك، كالآتي «قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف».. «معارك ليلية عنيفة بالدبابات في سيناء بعد نجاح عملية العبور الضخمة».. «خسائر العدو أمس على الجبهة المصرية: 30 طائرة و32 دبابة وعدد كبير من مدرعاته».. «عبرنا القناة ورفعنا علم مصر».. «إسرائيل تعترف بنجاح العبور المصري وتدفق المدرعات المصرية إلى سيناء».. «استولت قواتنا على معظم الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل القتال بنجاح».. «قواتنا البحرية تدمر الأهداف الهامة للعدو على ساحل سيناء الشمالي».. «المقاتلات المصرية تضرب مواقع العدو وتتصدى لهجوم جوى كبير».
كلمات أثلجت صدور المصريين.. كلمات عبرت عن حنكة العسكرية المصرية، كلمات عبرت عن حجم التخطيط والإرادة المصرية، ولاشك أننا على دراية بما يحدث بتطور الحروب بما في ذلك حروب الجيل الثالث والرابع، فالكثير والكثير من الأحداث التي سجلتها الكاميرات والكثير والكثير من آليات عرض القوة الناعمة التي تلخصت تلك الأيام في مسلسلات «الاختيار 2» و«القاهرة كابول» و«هجمهة مرتدة» ما هي إلا إشارة بمدى ضراوة تلك الحروب الشرسة وتعبير عن تنوع مصادر النوايا الشريرة التي تترصد بهذا الوطن. كما أنها تعكس صور إصرار عيون أبناء مصر الساهرة والأيادي التي تضرب من حديد كل من يقترب من أمن واستقرار هذا الوطن العظيم.
ولعلنا نستعرض سويا مفاهيم الحرب من الجيل الأول إلى الجيل الرابع. فحرب الجيل الأول هي حروب كانت تُدار بين جيوش نظامية بتكتيكات «الخطوط والصفوف»، على أرض قتال محددة بين جيشين يمثلا دولتين في مواجهة مباشرة، العسكريين فيها مميزين عن المدنيين في كل الأمور، سواء في الزى أو التحية أو التدرج الدقيق في الوظائف والرتب، وبما يعزز ثقافة «النظام».
أما حرب الجيل الثاني هي الحرب التي اتخذت من خلال القوة الشاملة للنيران من خلال المدفعية غير المباشرة. وتلخصت الفكرة أن «نيران المدفعية تقهر العدو.. والمشاة تحتل الأرض».
وجاءت حرب الجيل الثالث لتسمي بـ«حرب المناورة». حيث يرتكز على السرعة والمفاجأة والتشتيت الذهني للعدو. وتشتيت قواته بحرمانه من السيطرة عليها أثناء القتال، ومن الناحية التكتيكية، تسعى القوات في الهجوم للوصول إلى عمق العدو، والعمل على انهيار أنساقه التالية واحتياطياته، بهدف الالتفاف حول العدو لسرعة انهياره، أما في الدفاع، فإن القوات المدافعة تسعى دائماً لحصار العدو ثم تجزئته.
كما تأتي حروب الجيل الرابع والتي أطلق عليها« GW 4 » لأول مرة عام 1989. لتعرف بأنها النزاع بين دائرتي الحرب والعمل السياسي. ويشغل هذه الحروب مقاتلون أو سياسيون، كما تم تعريفة بأنه الحرب اللامتماثلة والذي يعتمد على محاربة دولة أخرى بأسلحته الخاصة. كما تم تطوير حروب الجيل الرابع إلى«GW 4.6 ». لتُستخدم فيه آليات وجهات أخرى. كما يتميز أسلوب الجيل الرابع من الحروب بالعنف الجسدي كما في حالات الإرهاب. كما تتميز بالعنف الذهني وأنها تتضمن صراعات معقدة وطويلة الأجل. بالإضافة إلى عدم وجود التسلسل الهرمي فهي تستخدم جميع الضغوط المتاحة سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية.
فانتصار العاشر من رمضان سوف نتذكره ما حيينا ونعلمه لأولادنا وأحفادنا.. ونستلم من أرواح الجنود العزة والكرامة ومواصله العمل والحفاظ على مقدرات هذا الوطن وسلامة أراضيه.. فسلاما على كل عقل فكر.. سلاما على كل روح ازهقت في سبيل تحرير حبة رمل من رمالنا الغالية.. سلاما على الأبطال الحاضرين أبدا.. فتحية واجبة للأبطال.. فتحية لكل أيدي عملت وكل عين سهرت وكل عقل فكر وكل قلب دعا. للحفاظ على أمن واستقرار بلدنا الحبيبة مصر حتى الآن لنفرح ونحتفل ونفخر ونبني ونعمر هذا الوطن العظيم.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا