بعد التأكد والرجوع إلى المصادر المعتبرة التي نفت حادثة الباب والإسقاط والمحسن والتي هي من نتاج المدلسة والكذبة الذين كانوا ولا زالوا يبثون الأوهام والأحقاد بين أبناء الأمة الإسلامية لتحقيق مآرب دنيوية بحتة وإرضاء لرغباتهم ونفوسهم الشيطانية، وبعد أن فند الشيخ المفيد والشيخ الطوسي وغيرهما من علماء الأمة أنه لا وجود لهذه الواقعة ولا أصل لها وأنها قد دست من بعض المدلسين فالدليل الشرعي يثبت على عدم وجود هكذا حادثة توافق الشرع!
أما الدليل العقلي والذي يقول: كيف لشخص مثل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقوم بحرق بيت الزهراء وإسقاط جنينها وهو زوج ابنتها أم كلثوم؟؟ هل يوجد عاقل يقبل ويرضى بهذه النتيجة؟؟
ثم إن أغلب بل أكثر الأمور الدينية والسياسية كان الإمام علي – عليه السلام – الدور الأكبر في إعطاء الرأي والبت بتلك المواضيع المصيرية والهامة وكذلك يشارك في كل أو جُل الأمور التي كان يأمر بها الخليفة ومنها على سبيل المثال لا الحصر قتال الفرس ودحرهم من ارض العراق وعلى ذلك كان الخليفة يقول مقولته الشهيرة (لولا علي لهلك عمر) لاحظ عزيزي هذه العبارات وهذا التقارب الموجود بين الخليفة والإمام هل تستنتج على أنهم أعداء؟؟ تحقق كثيرًا قبل الإجابة واترك المدلسين والطائفيين من الشيرازية أصحاب السب الفاحش والاتهامات الباطلة.
وللتذكير لما ذكرناه أعلاه نسجل وندون هنا ما ذكره المحقق الصرخي في خصوص الموضوع حيث ذكر سماحته.
أ ـ أيّامٌ مَعدودَة مَرّت عَلَى حَادِثَة بَيْت فَاطِمَة (عَلَيْها السّلام) المُتَرَتّبَة عَلَى الخِلَافَة وَالبَيعَة.
بـ ـ نَتَفَاجَأ بِخرُوجِ الزّهْرَاء (عَلَيْهَا السّلام)، بِتَمَام الصّحّة وَالسّلَامَة الجِسْمِيّة البَدَنِيّة. متَوَجِّهَةً نَحْوَ المَسْجِد النّبَوِيّ، تحَاكِي مَشْيَتُها مَشْيَةَ أبِيهَا رَسولِ الله (عَلَيهما الصّلاة وَالسّلام). لِإلقَاء خطبَتِها الفَدَكِيّة الطّوِيلَة.
جـ ـ قَال: {لَمّا أجْمَعَ أبو بَكْر عَلَى مَنْعِ فَاطِمَةَ (عَلَيْها السّلام) فَدَكًا، وبَلَغَها ذلك. لَاثَتْ خِمارَها عَلَى رَأسِهَا، وَاشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا، وَأَقْبَلَتْ فِي لمَّةٍ مِنْ حَفَدَتِها وَنِساءِ قَوْمِها…..مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُها مِشْيَةَ رَسولِ الله (صَلّى اللهُ عَلَيه وَآله وَسَلّم)، حَتّى دَخَلَتْ عَلَى أَبي بَكْر وَهُو فِي حَشْدٍ مِنَ المُهَاجِرينَ وَالأَنصَارِ وَغَيْرِهِمْ….. افْتَتَحَتِ الْكَلامَ بِحَمْدِ اللهِ وَالثّنَاءِ عَلَيه…}.
د ـ بَعْدَ ذَلك، تَوَجّهَت (عَلَيْها السّلام) نَحْوَ قَبْر الرّسول الأمِين (عَلَيه وَعَلَى آله الصّلاة وَالتّسليم) ثمّ عَادَت إلَى بَيْتِها حَيث يَنتَظرُهَا الإمامُ عَلِيّ (عَلَيه السّلام).
هـ ـ قَال (الطّبرسِي وَغَيْرُه):{ ثمّ عَطَفَت عَلَى قَبْرِ النّبيّ (صَلّى الله عَلَيه وَعَلَى آله وَسَلّم)….. ثُمّ انْكَفَأت [ذَهَبَت] وَأمِير المُؤمنينَ (عَلَيه السّلام) يَتَوَقّع رجوعَها إلَيه وَيَتَطَلّع طلوعَها عَلَيه، فَلَمّا اسْتَقَرّت بِهَا الدّار قَالَت لِأمِير المُؤمِنينَ (عَلَيه السّلام)…} [الاحتجاج1للطبرسي، الشّافي4للشريف المرتضى، بلاغات النساء لابن طيفور، شرح نهج البلاغة16لابن أبي الحديد. الفاضل في صفة الأدب الكامل لابي الطّيّب الوشّاء. البحار 29، بيت الأحزان لعباس القمّي، حياة الإمام الحسين 1للقرشي. تفسير نور الثقلين 2 للعروسي، أعلام النّساء المؤمنات للحسّون)).
فعن أي كسر ضلع وإسقاط جنين يتحدث هؤلاء ممن لا ورع ولا فهم لهم سوى التدليس والافتراء على الخليفة عمر!! كذلك عزيزي القارئ أرجو أن تنتبه لهذه العبارة. التي وردت وهي ((تحَاكِي مَشْيَتُها مَشْيَةَ أبِيهَا رَسولِ الله (عَلَيهما الصّلاة وَالسّلام)) بالله عليكم الزهراء تسير بمشيتها وهي تشبه مشية رسول الله – صلى الله عليه وآله – فهل المريضة والمكسور ضلعها لا توجد عليها اثار المرض ولا سيما كسر ضلع!! يعني بقيت على حالها من السلامة والصحة ولم تتغير حتى مشيتها وهي مكسورة ضلع!!! بقي الجوانب لكل عاقل ولبيب.