ثمة أمور تحدث على ساحة المفاوضات المصرية السودانية الإثيوبية، منذ عشر سنوات تكاد تكون غريبة. جانب حبشي لايريد الاعتراف بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويريد أن يعترف فقط بإمتلاكه أراضي «بني شنقول» السودانية المبني عليها السد.
شيزوفرينيا حادة تكاد تفتك بالأحباش هناك، في الغدو والعشي مصارعة حرة عبر منصاتها الإعلامية تهدد وتتوعد لمن يمنع بناء السد ويعطل مشروعهم، حيث الرخاء والمواطن الحبشي يتناول في الصباح الفطور من بريطانيا، والغذاء من فرنسا مُعلب جاهز، حتى يشعر بالترف، ويؤجل وجبة العشاء نظرًا لوجود تعلميات بأن كل الخيارات مفتوحة، يا سلام سلم.. جيش مُعتبر !
إثيوبيا صمتت دهرًا ونطقت كُفرًا، تصيح بحديث أعوج عبر وسائل الإعلام، تصريحات من شأنها إشعال المنطقة. «إثيوبيا تضع جميع الخيارات على الطاولة» عذرًا أود أن أقول لكاتب وناطق الكلمات أين الخيارات وأين الطاولة. «بالبلدي وخلاصته الناس عارفة بعضها»، إثيوبيا تسعى إلى شيطنة أي سكة تكاد تصل لاتفاق يرضي الأطراف الثلاث، بعد دخول عدة دول على الخط منها أمريكا وروسيا، للحل في أزمة سد النهضة بما يكفل، عدم وجود صراع يحدث إعياء للمنطقة بالكامل، لذلك نام المواطن الإثيوبي ليلاً، لكي يخرج علينا صباحًا بحديث يتوهم من يقرأه أنهم يمتلكون جيش جرار !
الحقيقة المطلقة والثابتة أن مصر لن تفرط في حقوقها التاريخية في المياه وهي 55.5 مليار متر مكعب. وسنقوم بعد النصف مليار الأخير بكوب مياه صغير ولن نترك نقطة واحدة للأحباش. النيل لم يخذله ملك أو حاكم أو رئيس على مر التاريخ. عودوا حيث التاريخ وأقرأوا جيدًا عن مصر. لأن القاهرة ستكتب لكم تاريخًا جديدًا تتعلموا منه احترام الحقوق والواجبات. مصر ليست معيقة لتنمية أحد. ولا تسعى أبدًا في تحركاتها إلى التضيق على الدول. بما يعرقل نمائها، ولكن الحقوق المائية لا تقبل النقاش.
على إثيوبيا أن تتفهم الموقف المصري، قبل فوات الأوان، ولا تخرج علينا بين الفينة والأخرى. بحديث لا يمت للواقع بأي صلة.. ماذا تقصد إثيوبيا بأن كل الخيارات على الطاولة!. هل تمتلك ثمن الخيارات أو غير ذلك حتى تتفوه بتلك الكلمات. التي قد تكلفها الكثير. قلناها ونكررها أن مياه مصر لن تقدر أي قوة على وجهة الأرض. أن تنتزع منها قطرة « مفيش حد يقدر يهدد مصر».