نحن على عتبة الشهر الفضيل، رمضان المبارك، حيث تشرع أبواب السماء، وتفتح السجلات البيضاء، وتظلل المؤمنين ليلة هي خير من ألف شهر، تنتظر العباد المتعبدين، بنفوسهم النقية، وقلوبهم الطاهرة، المملوءة حكمة وقناعة، المرددة أصداء كتاب أنزل في خير الأشهر، وأفضلها وأبركها، شهر تُمد فيه الأيادي متسامحة متراحمة.
هذا شهر عبادة، وتصحيح مسار، وصفاء سريرة، تحبس فيه الشياطين. ولكن الشياطين تأبى أن تتوقف عن دسائسها، حتى ولو كان ذلك في اليوم السابق للشهر الفضيل، تدس السم. وتنتظر مفعوله، وقد ظهر أحدهم ملقياً تهماً، رغم أننا نعيش فترة اختبار لحسن النوايا. بعد أن عاث فساداً لأكثر من عشرين عاماً في ربوع الأمة كلها، لم تغنه بلاده، فالتفت إلى بلاد أخرى، ومزق أوصالاً، وتسبب في إسالة دماء. وحطم آمالاً، هذا الشيطان يرفض أن تتلاقى الأيدي متناسية أفعال الماضي، وناظرة نحو المستقبل.
حمد بن جاسم يعاود ألاعيبه في بضع تغريدات، يظن أنها ستحقق أهدافه، وهو للعلم مازال محسوباً على بلاده، وبلاده كما نعرف ملتزمة بتعهدات جديدة، وقعت في «العلا» السعودية، وهذا الشيطان يخرقها، تماماً كما خرق تعهدات سابقة، وخان مواثيق مكتوبة، نثر غباراً أسود في قضية داخلية، شهدها الأردن أخيراً، وقال ما لم يقله الأردن، لمَّح وصرَّح وأشار بأصابع اتهام إلى دولة خليجية، وربط ذلك باتفاقيات التطبيع، وهذه معضلة ذلك الشيطان المسمى حمد بن جاسم، فهو أول المطبعين مع إسرائيل من بين دول الخليج العربية، وأول الزائرين لتل أبيب، وأول المستقبلين لقادة إسرائيل في الدوحة، وهو صاحب «شنطة» الملايين المتنقلة ما بين غزة وإسرائيل، معضلة لا علاج لها، فمن يتناسى أفعاله، ويلقي بها على غيره شخص مريض لا يرجى شفاؤه، ولكن أين الأصحاء؟!
رمضان مبارك على بلادنا وقادتنا وأهلنا، وعلى أمتنا العربية والإسلامية، التي ندعو الله أن يجنبها خبث المتآمرين والدساسين.