نون والقلم

لي فيفي يكتب: أربع توجهات رئيسية للابتكار في قواعد البيانات

في أعقاب الجائحة، ظهر التوجه المتمثل بالحاجة إلى الرقمنة، وسوف يستمر- بل ويتنامى- في المستقبل.  وبينما لا يزال من غير الواضح ما سوف يكون عليه الأثر الاقتصادي الفعلي لكوفيد-19، تتكهن دائرة (ستاتيستا) للبحوث بأن الإنفاق على التقنيات والخدمات الضرورية للتحول الرقمي على مستوى العالم سيصل إلى أكثر من 2 تريليون دولار. وقد خطت دول مجلس التعاون الخليجي خطوات واسعة في الرقمنة، والتي تعد مطلباً أساسياً للتحول الرقمي.

وبحلول عام 2025، من المتوقع للإيرادات المتأتية من سوق الذكاء الاصطناعي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تتخطى مليار دولار.

ومع تحول الشركات والاقتصادات نحو الرقمنة، تغدو البيانات والمعلومات الثاقبة المستمدة منها محور كل منظمة ناجحة- وستظل قاعدة البيانات أساس كل هيكل ناجح يعتمد على المعلومات الثاقبة.

فيما يلي نظرة إلى أربع توجهات في قواعد البيانات من شانها مساعدة الشركات والاقتصادات على النهوض في أعقاب الجائحة.

المعالجة الهجينة بناء على التعاملات والتحليلات: البيانات الكبيرة وقواعد البيانات

على مدى السنوات العشرة الماضية، تباعدت قواعد البيانات والبيانات الكبيرة على صعيد الوظائف. إحداها مسؤولة عن أعباء العمل الإلكترونية، بينما تغطي الأخرى معالجة كميات ضخمة من البيانات على دفعات. مع ذلك، ومن منظور التطبيقات، فإن استخدام نظام موحد لأداء عملية تكوين البيانات والمعالجة والتخزين والاستهلاك يقود إلى تجربة إلكترونية أفضل للعملاء أثناء تصفح الخدمات والمواقع الإلكترونية لمتاجر التجزئة.

ومن منظور تاجر التجزئة، تطلب تحسين الأداء مزامنة ملايين المعاملات كل يوم؛ تحمل كل منها أنواع مختلفة من البيانات تسهم في تحسين التوصيات وبالتالي تحسين تجربة المتسوق الإلكتروني. ولكن من الممكن حل هذه المشكلات بسهولة عن طريق الدمج بين عبء العمل الإلكتروني ومعالجته على دفعات. وسيستمر هذا التوجه بالنمو خلال العقد المقبل، ولهذا السبب تضع «غارتنر» أنظمة إدارة قواعد البيانات التشغيلية وحلول إدارة البيانات للتحليلات في سوق واحدة لأنظمة إدارة البيانات السحابية، وهذا هو الأساس المنطقي وراء الدمج بين المجالين.

تقنيات المعالجة الموزعة والهياكل السحابية

تبنّي المزيد من المنظمات للهياكل السحابية حقيقة معلومة. وهي لا تنقل تطبيقات عملياتها العامة إلى السحابة فقط، بل وبياناتها وتطبيقاتها الضرورية لإنجاز مهماتها.

بحسب بحوث القطاع الحديثة، سيتم ترحيل 75% من البيانات بكاملها إلى منصة سحابية بحلول عام 2022. وهذا يعني أن المنظمات بحاجة إلى الخدمات والحلول السحابية التي تدعم هياكلها السحابية. في الواقع، تطور منظمات الأعمال بالفعل تطبيقات سحابية خاصة لأنها تجعل العمليات التجارية أكثر نشاطاً.

وبالجمع مع تقنيات المعالجة الموزعة، دون إنشاء بنية تحتية ثقيلة، يمكن أن يستمتع المستخدمون بالمرونة والإتاحة العالية التي تحدثها قواعد البيانات السحابية بسهولة وفاعلية.

قواعد البيانات الذكية ذاتية التحكم

تغير الحوسبة السحابية كل شيء لأنها تغذي نمو البيانات. لكننا لا نزال بعيدين عن الذكاء الاصطناعي الحقيقي. نحن نستخدم الشبكات العصبية العميقة اليوم وهي بحاجة لبيانات واسعة النطاق لكي تكون نافعة بالفعل. الذكاء الاصطناعي عبارة عن صندوق أسود في الوقت الحالي، لكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التجريب ناجحة. فقد تركت بصمة في التعرف على الكلام والرؤية الحاسوبية على سبيل المثال.

وهي تضع اليوم بصمتها في قواعد البيانات أيضاً. ستكون لدينا قواعد بيانات ذاتية التحكم في المستقبل، وتتمثل خارطة طريقنا في أتمتة قاعدة البيانات بالكامل. تنشأ التعقيدات في أتمتة قواعد البيانات لأن الاستخدام يتفاوت من عميل لآخر، ما يصعّب أتمتة العملية بالكامل.

مع ذلك، يمكننا استعمال الذكاء الاصطناعي في سيناريوهات شائعة. على سبيل المثال، نستطيع تخفيف أعباء العمل المختلفة في التجارة الإلكترونية والأنظمة التقليدية بواسطة ضبط معايير النظام من أجل تحسين زمن الاستجابة وقابلية التوسع واستخدام خوارزميات تعلم الآلة في التأكد من أن قواعد البيانات آمنة وتعمل بسلاسة متناهية.

قواعد البيانات متعددة النماذج

يصعب التخيل بأن نماذج أخرى لقواعد البينات قد تواجدت فيما مضى بخلاف النموذج الارتباطي. مع ذلك، هناك المزيد من الأنواع مثل تلك القائمة على المستندات والرسوم البيانية السلسة الزمنية والتخزين الثلاثي الخ. في عالمنا الآخذ بالرقمنة السريعة، سيظل الوصول إلى المعلومات الثاقبة من البيانات المتنوعة تحدياً قائماً بينما تسعى الشركات إلى الاستفادة القصوى من التطورات الحديثة في التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها.

ستوظف قواعد البيانات التصميم السحابي في فصل التخزين عن الحوسبة والتوافق مع باقة متنوعة من الواجهات المعيارية مفتوحة المصدر. وستدعم التنقل بين أنظمة المصدر المفتوح والارتباط السلس مع العديد من محركات الحوسبة والتحليل.

علاوة على ذلك، سيتم دعم نماذج السلاسل الزمنية والجداول ذات الأعمدة العريضة، إلى جانب تخزين وتحليل البيانات المهيكلة وشبه المهيكلة وغير المهيكلة. ويسهم ذلك في تحسين أداء إنترنت الأشياء، لا سيما على صعيد تخزين البيانات متعددة النماذج وحوسبة وتحليل بيانات الأجهزة الوصفية وبيانات تشغيل الأجهزة (بيانات السلسة الزمنية) وسجلات الأجهزة.

نائب رئيس مجموعة علي بابا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى