إنجاز يتبعه إنجاز.. بل لا نكاد من أن نفرغ وننتهي من الحديث عن أبعاد أحد الإنجازات وتوضيح طبيعة عمله ومعرفة متى وكيف بدأت فكرته والاطلاع على آلية تنفيذه والتمعن في مؤشرات تقييمه وكيفية إدارة الأزمات والمخاطر المتعلقة به واستعراض الخطط البديلة وتدشين الموارد المادية والبشرية والتكنولوجية المشاركة في تنفيذه.. حتى يأتي الإنجاز الذي يليه.
نغفو ونصبح ونرى الرمال الصفراء تحولت لبقعة زراعية متكاملة.. نغفو ونصبح ونجد أصرح قومية عملاقة تم إنشاءها لأغراض استراتيجية متعددة، نغفو ونصبح ونرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يتابع بنفسه تنفيذ أنشطة المشروعات القومية، نغفو ونصبح ونسمع كلمات الرئيس السيسي لتأكد على أن الدولة المصرية ماضية على العهد لتلبية احتياجات المواطن المصري، نغفو ونصبح ونرى أفعال الرئيس السيسي خير برهان على قوة الدولة المصرية في كافة جوانب الحياة..
ومنذ الساعات القليلة الماضية افتتح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية «مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية»، كما تتفقد سيادته منشآت المجمع وخطوط الإنتاج المختلفة، والتي ستتضمن إصدار مختلف الوثائق الحكومية من خلال منظومة مركزية موحدة على المستوى القومي تضمن حوكمة إصدار وثائق الدولة بأحدث مواصفات التأمين العالمية.
ولعل أبرز الوثائق التي يتم إصدارها من خلال هذا الصرح العظيم هي شهادات المراحل التعليمية، وجوازات السفر المؤمنة، ووثائق معاملات الأحوال المدنية بأنواعها، وكافة وثائق الشهر العقاري، والعقود الحكومية النموذجية، والبطاقات الذكية وغيرها من الوثائق الهامة.
كما أكد سيادته أن هذا المجمع يعد صرح تكنولوجي عملاق فائق القدرات الفنية المتطورة في مجال تصنيع وإصدار الوثائق المؤمنة، وكعادة إنجازات وافتتاحات الرئيس السيسي أن هذا الصرح العريق، يعد هو الأكبر والأحدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. كما يمثل قيمة مضافة كبيرة لدعم استراتيجية الدولة للتحول الرقمي والميكنة خاصة ما يتعلق بالوثائق والبيانات والمحررات لجميع الجهات الحكومية. بالإضافة إلى مبنى تصنيع المنتجات البلاستيكية والهولوجرام والطباعة المؤمنة، ومبنى معالجة البيانات، وخزانات ومخازن، ومبنى مصنع السليلوز. كما أكد سيادته أن مُجمع الإصدارات المُؤمنة والذكية سيساهم بشكل كبير في القضاء على الفساد الإدارى. وسيزيد ثقة المواطنين في كافة التعاملات الحكومية كما تبلغ تكلفة مجمع الإصدارات المؤمنة، مليار دولار .
فجاء تلك الإنجاز ليؤكد على أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على جودة الخدمات المقدمة للمواطن المصري. بشكل مميز وميسر وعصري ومؤمن. ويعمل المشروع على تنفيذ مبادئ وآليات «الحوكمة»، والعمل بشكل إلكتروني ليوفر لكل قطاعات الدولة إحصاءات، وتطبيقات، وتقارير مناسبة لمتخذي القرار خالية من معدلات الخطأ.
ولعلنا تابعنا قبلها بساعات، تفقد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي بالصحراء الغربية، وذلك بمناسبة بدء موسم الحصاد. حيث يتم الحصاد وفق أحدث الوسائل الزراعية التكنولوجية الحديثة. كما اطلع سيادته على تطورات الآليات التنفيذية والاقتراحات المختلفة لتطوير الإنتاج. وكذلك تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات العمل المتخصصة لتوفير عناصر الجدارة التنفيذية. وزيادة الإنتاج الزراعي لمشروع «مستقبل مصر» تماشيا مع رقعته الجغرافية الشاسعة.
كما استعرض السيد الرئيس السيسي، القيمة المضافة لهذا المشروع في مجال المشروعات القومية، والذي يستهدف زيادة الرقعة الزراعية في مصر وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل في تخصصات متنوعة، وهو الأمر الذي سيكون له انعكاسات إيجابية واسعة على مسار تحقيق التنمية الشاملة وتوفير حياة كريمة ومستقبل أفضل لأبناء الشعب المصري.
ويهدف المشروع إلى سد الفجوة الزراعية على المستوى المحلي لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج، وذلك من خلال زراعة 500 ألف فدان، حيث تم استصلاح حوالي 200 ألف فدان في المرحلة الأولى من المشروع، وجاري استصلاح المراحل الأخرى بمساحة 300 ألف فدان، وسيعتمد المشروع في توفير الموارد المائية على المحطات التي تم إقامتها لمعالجة مياه الصرف الزراعي، كما تم الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية الخاصة به والتي تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول حوالي 500 كم، وحفر آبار المياه الجوفية، وإنشاء محطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومباني إدارية وسكنية.
ويحضرني كلمات السيد الرئيس السيسي حينما قال «المشاريع دي اتعملت بجهدكم وبفكركم وبإرادتكم وبأموالكم» كلمات استقرت في قلوبنا جميعا… كلمات تعبر عن صفات القائد، كلمات توحي بمدى الرقي في التعبير عن الامتنان بين القائد وشعبه. كلمات تؤكد أن الدولة المصرية لديها إرادة من حديد للعمل والتصميم على النجاح وسط كافة التحديات.
ولعلنا استدركنا أنه مازال الكثير والكثير من الإنجازات والافتتاحات الرئاسية للمشروعات القومية.. مازال الكثير والكثير في جعبة الدولة المصرية لتقدمه للمواطن المصري… فهل المواطن المصري على قدر من التفهم لمقدار التحديات المعاصرة الداخلية والخارجية؟ فإجابة السؤال لم ولن تكون بنعم أو لا.. بل ستمتد بكلمات وحروف واستبيانات واستدلالات كثيرة. لم يسع المقال ذكرها. وإنما نستشهد بالتاريخ كخير شاهد ليخبرنا عن وعي وقوة وصلابة الشعب المصري.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com