احتفلنا بموكب المومياوات الملكية، وخطونا بثبات نحو صُنع جسر التواصل بين التاريخ، والحاضر، والمستقبل. وشعرنا بالفخر لأننا نمتلك هذا التراث المبهر الذي لا يملكه غيرنا.
وبالمناسبة غيرنا مازال يتحدث عن الموكب، والعالم الذي يعشق التراث المصري الملكي القديم، أصبح موكبنا خبرًا رئيسيًا في صحفه المهمة.
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن الحدث، إنه كان موكبًا لم تشهده أي مدينة أخرى، فقد تدفق موكب من 22 مومياء مصرية قديمة يوم السبت من وسط القاهرة، إلى متحف جديد على بعد ثلاثة أميال يمثل مستقبل مصر بقدر ما يمثل ماضيها.
في الثامنة مساءً، غادرت المومياوات- 18 ملكًا وأربع ملكات- المتحف المصري الشهير ذو اللون الأصفر الغامق بالقرب من ميدان التحرير، حيث استراحوا لعقود.. وكانت كل واحدة فوق مركبات مزينة بشكل خاص باللونين الذهبي والأزرق تشبه القوارب. أو ربما رمز للشمس المجنحة، زخرفة كان يرتديها حكام مصر القدماء وينظر إليها على أنها توفر الحماية.
تم تزيين كل مركبة من الـ22 عربة باسم المومياء الملكية التي كانت تحملها.. وتسعى الحكومة المصرية إلى جذب السياح وهو مصدر الرئيسى للعملة الأجنبية، وتغيير مسار الاقتصاد.
شبكة «بي بي سي» البريطانية قالت إن العرض الفخم شهد موكب مرور 22 مومياء. بينها 18 ملكًا وأربع ملكات، تم نقلها من المتحف المصري الكلاسيكي. وتم نقل المومياوات إلى المتحف الوطني الجديد للحضارة المصرية. في ما يسمى بالموكب الذهبى للفراعنة. وذلك بترتيبات أمنية مشددة تتناسب مع دمائهم الملكية ووضعهم ككنوز وطنية.
تم نقلهم في ضجة كبيرة طبقًا للترتيب الزمني لعهودهم- من حاكم الأسرة السابعة عشرة. سكيننري تا الثاني، إلى رمسيس التاسع، الذي حكم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.. وتابع الموكب أعدادًا كبيرة في الشوارع.
صحيح أن مصر شهدت ارتفاعًا حادًا في إصابات«كورونا» العام الماضي، ولكن بعد انخفاض عدد الحالات والوفيات، تم رفع القيود المفروضة على التجمعات في الهواء الطلق في وقت لاحق.
من أهم عوامل الجذب في حدث السبت الملك رمسيس الثاني، أشهر فراعنة المملكة الحديثة، الذي حكم لمدة 67 عامًا ويذكر بتوقيعه أول معاهدة سلام معروفة.. وهناك ملكة أخرى هي «حتشبسوت» أو قبل كل شيء سيدة السيدات النبلاء. أصبحت حاكمة على الرغم من أن عادات عصرها كانت أن النساء لم يصبحن فرعونات.. تم حمل كل مومياء على عربة مزينة مزودة بامتصاص صدمات خاصة ومحاطة بموكب، بما في ذلك نسخ طبق الأصل من عربات الحرب التي تجرها الخيول.
أما شبكة «سي إن إن» قالت.. خرجت مومياوات قديمة لفراعنة مصر من أماكن استراحتهم يوم السبت وتم عرضها في شوارع القاهرة إلى منزل جديد.. الموكب كان يبدو وكأنه حبكة فيلم أو كان جزءًا من احتفال فخم بتاريخ مصر ومشروع لنقل بعض أعظم كنوزها إلى منشأة جديدة ذات تقنية عالية.
كانت مومياوات رمسيس الكبير و21 مومياء أخرى جزءًا من «العرض الذهبي للفرعون» وهو حدث طال انتظاره نظمته وزارة السياحة والآثار المصرية.. جرت مسيرة العرض بين المتحف المصري، موقعهم القديم بالقرب من ميدان التحرير، إلى منزلهم الجديد، المتحف الوطني للحضارة المصرية في أول عاصمة إسلامية في مصر، الفسطاط.
وقال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي على تويتر «هذا المشهد المهيب دليل جديد على عظمة الشعب (المصري) حارس هذه الحضارة الفريدة التي تعود جذورها إلى عمق التاريخ».. «أدعو كل المصريين والعالم أجمع لمتابعة هذا الحدث الذي لا مثيل له- مستحضرًا روح الأجداد العظماء الذين حافظوا على الوطن وخلقوا حضارة تفتخر بها البشرية جمعاء-لمواصلة مسيرتنا التي بدأناها: طريق البناء والإنسانية».
يجب أن نفخر بالحدث التاريخي.. لأننا نمتلك تاريخًا وتراثًا لا يملكه غيرنا.. وأصبحنا نمتلك فكرًا جديدًا يجعلنا نحافظ على هذا التراث ونضعه في موضعه الاقتصادي الصحيح.
فعلًا.. يجب أن نقولها جميعًا بصوت عالٍ.. تحيا مصر، تحيا مصر.. تحيا مصر.
tarektohamy@alwafd.org