عندما تكون واثقا من إمكانياتك.. وعندك القدرة على تنفيذ ما تقوله.. ولديك الثقة في كل معاونيك.. تستطيع أن تقود القافلة وأنت مطمئن.. هذا هو ملخص الموقف الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسألة سد النهضة في المؤتمر الصحفي لإنجاز تعويم الناقلة البنمية التي سدت قناة السويس.
فمصر تملك الإمكانيات والقدرة على الدفاع عن أمنها القومي، والأمن المائي جزء أساسي منه، وبالتالي أي تهديد للأمن المائي هو عدوان على مصر وفق القانون الدولي وبالتالي من حق مصر الرد وبقوة على العدوان.
فالدفاع عن النفس هو السبب المباح لاستخدام القوة في القانون الدولي وفي حالة إنتهاء المفاوضات بين مصر والسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية. واستمرار حالة المراوغة الإثيوبية في المفاوضات. ومحاولة كسب الوقت حتى موسم الأمطار القادم. يعد عدوانا ليس على مصر والسودان. ولكن على الوسطاء في هذه المفاوضات وتهديدا للأمن والسلم الإقليمي.
فالدبلوماسية المصرية والخبراء الفنيون أدوا دورهم على أكمل وجه. وجاء الآن دور صد العدوان فالرسالة التي وجهها الرئيس السيسي واضحة. وخطنا الأحمر واضح والمنطقة كلها سوف تتأثر ولن يلومنا أحد. وكل من يساند إثيوبيا من خلف الستار سوف ينكشف وسوف يدفع ثمن هذا غاليا.
فالقدرات المصرية قادرة على فعل كل شىء للدفاع عن الأمن القومي المصري. وصد أي عدوان عليه فورا ووقتها لن يكون هناك حديث عن التنمية في إثيوبيا. وقد تكون نهاية للاتحاد الإفريقي الذي فشل في إقناع الحكومة الإثيوبية باحترام القانون الدولي والإقليمي وتعداتها.
فهذه الأزمة ستكون نفطة فاصلة في تاريخ هذه المنظمة القارية التي صمدت لسنوات طويلة. إلا إذا تحركت الدول الإفريقية وقررت نقل مقر الاتحاد من أديس أبابا لأي عاصمة إفريقية آخرى. حتى تتجنب دول القارة الإحراج الذي نتج عن التعنت والمماطله الإثيوبية.
الخط الأحمر المصري واضح للجميع وعلى من يريد التنمية لشعبه لابد أن يعلم أنها لا تتم على حساب الآخرين، فمصر أعلنت منذ اللحظة الأولى أنها مع التنمية للشعب الإثيوبي وأن تقدم يد المساعدة وتقدم خبراتها في هذا المجال ولكن ليس على حساب الشعوب الأخرى في المنطقة.
الرسالة واضحة للجميع ليس لقادة إثيوبيا. ولكن لكل دول القارة الإفريقية ولكل دول العالم أن مصر لا تهدد ولكن يمكنها فعل أي شىء لصد العدوان على أمنها القومي.. وأنها تملك القدرة على هذا ومن يريد «أن يجرب.. فليجرب».
رمضان كريم
أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الفضيل وهو للعام التالي يأتي في ظل أزمة وباء كورونا الذي منع الناس من التمتع بهذه الشهر وكنت أتمني أن يأتي هذا الشهر وقد انتهت الجائحة وأن نعود لممارسة حياتنا الطبيعة وممارسة الشعائر الرمضانية وأهم مميزاته التلاحم الاجتماعي.
وكنت أتمني أن نشهد في هذه الشهر الفضيل دراما ليس فيها عنف أو مخدرات أو خمر فهي أمور ليست دائمة في الشعب المصري.. كنت أتمني أن تناقش الدراما قضايا اجتماعية حقيقية بعيدة عن العنف والقتل والسحر والشعوذة.
هي أمنيات لم تتحقق ولا يبقى إلا أن أتقدم بالتهنئة للجميع على حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا باليمن والخير والبركات.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا