نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: وعادت الروح للقناة.. ولكن!

سيكتُب التاريخ أن رجال قناة السويس البواسل، نجحوا في تعويم السفينة إيفرجرين  عقب ستة أيام عِجاف مرت على إغلاق أهم ممر ملاحي. بسبب ذلك الحادث الذي أغلق القناة.

مُصاب جلل وحُزن خيم على جميع أبناء الوطن، محاولات عديدة باءت بالفشل. رجال وصلوا اليل بالنهار بغية أن يتم تحريك السفينة التي يشوبها الشبهات قبل دخولها موقع الحادث. فقد قام قائدها بعدة مناورات جنونية غريبة قبل عملية الدخول.

قناة السويس حفرها الأجداد بدماءهم وهلكوا عطشًا ومزقتهم الأوبئة. ومع ذلك لم يتارجعوا لحظة عن بناء تلك المشروع الهائل بسواعد مصرية خالصة. مليون مقاتل شقوا القناة بالفأس والمعدات البدائية عام 1859. وانتهو منها بعد عشر سنوات بمساحة 165 كم وبعرض 190 متراً. وعمق 58 قدماً واستخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال.

إرث كبير ترك لأبناء الوطن كان واجبًا على الأحفاد الحفاظ عليه بأي شكل مهما تعاظم حجم المشاكل وتحت أي ظرف، إنها مصر شامخة رغم أنف الكارهين والمروجين للشائعات عبر المنصات بشتى أنواعها، فحين تم الإعلان عن إنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس عام 2015 بطول 72 كيلو متراً بمرور السفن في الاتجاهين، قذفونا العابثين والمخربين بالحجارة من كل حدب، بألسنة حداد تستحق قطعها، وحاولوا التقليل من المشروع بشتى الطرق، ولكن الحقوق دومًا تعود لأصحابها، مهما مرت السنين، وها هي قناة السويس عندما مرضت تداعى لها العالم أجمع بالسهر والحمى.

نجاح مُبهر، يستحق الثناء ونحتاج أن نسعى إلى التطوير دائمًا حتى لا نقع أسفل مقصلة الأعطال من السفن المارة بالقناة. وذلك عبر التحرك بسرعة الصاروخ في شراء المعدات الخاصة بتعويم تلك السفن العملاقة. حتى لا يتكرر الحادث. فضلا عن إجراء تحقيق موسع عن السفينة وملاكها بشكل يضمن لنا تعويض يستحق عن غلق شريان الحياة. حقوق مشروعة وليست تعجزية. نحن نملك بوصلة التحرك للعالم أجمع وعلم الجميع قدر قناتنا.

ويبقى دور مروجي الشائعات حبيس، بعد نجاح رجال القناة في التعويم. فجميع من عرض المساعدة على الدولة المصرية. عرض ظاهره الرحمة وباطنه العذاب. المصالح تحكم وأصابع الجميع كانت  في براثن الدولة. وإن كانت الدول تتحدث عن مساعدة فعلية لماذا لم يتم التحرك من اليوم الأول؟ لماذا انتظروا بضعة أيام؟ .. المصداقية مفقودة من أعداء الوطن مسلسل متواصل من الكذب والتدليس. قام به بايدن الرئيس الأمريكي حين قال نحن نمتلك أحدث المعدات بالعالم. نعم ونحن نمتلك رجال أشاوس ليس لديهم خيار وطريق غير النجاح. وكما قال الرئيس لـ الفريق أسامة ربيع. رئيس هيئة قناة السويس، سمعة مصر في رقابتكم. وكانوا على قدر المسؤولية وأنقذونا من عواء ولطيم مُدعي الود وهم كُثر .

ستظل مصرنا كبيرة بأبنائها المخلصين. تخطينا الكثير من الأزمات التي كانت تحدق بالوطن. واعتقد ما قام به رجال قناة السويس ليس غريب. رغم إشادة جميع دول العالم بذلك العمل البطولي. رجالنا مرابطون دائماً على الثغور .. فلا فرق في تلك الحادثة ما بين رجال سيناء والقناة. الكل يسير في ركاب مصر .. عاشت مصر ..

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى