محمد يوسف يكتب: رسالة إلى المترددين
نحمد الله أننا هنا في الإمارات لا نعرف التردد، فهذه الصفة المكتسبة غرسها بداخلنا قادتنا الأوائل وخلفهم الصالح.
بالأمس تجاوزنا الثمانية ملايين جرعة من لقاح «كورونا»، وقريباً جداً سنحتفل ببلوغ عشرة ملايين جرعة، أي بعدد سكان الدولة، ولأن هذا الرقم الذي وصلناه يتضمن أصحاب الجرعتين فيقسم الحاصل على اثنين تقريباً، سنكون قد تجاوزنا النصف الثاني في الأشهر الثلاثة القادمة بإذنه تعالى.
فقط ستواجهنا مشكلة صغيرة مع بعض الأفراد، رغم أنهم لا يشكلون نسبة مؤثرة. ولكنهم قد يشكلون خطراً على المجتمع، فهم يرفضون التطعيم بدافع الخوف. ولا شيء غير الخوف، والسبب هو «الحرب الخفية» المستعرة بين شركات الأدوية، والتي جندت وسائل إعلام. وأشخاصاً يدعون أنهم أطباء وخبراء، يديرون حملات تشكيك وترهيب من اللقاحات المنافسة، وهناك من يصدقهم بعد أن يتطوع «جهلة»، وسائل التواصل الاجتماعي في إعادة إرسال أفلامهم أو كتاباتهم، وهذا واقع نعيشه وكأننا بحاجة لمعاناة نفسية بعد المعاناة الاحترازية التي أكملت سنة.
في اليوم الواحد بتنا نسمع مئة سؤال أو أكثر قليلاً، من رجال ونساء وشباب مواطنين ووافدين، كلهم يرددون المعلومات المشككة. ويقولون لك «إن فلان قال» أو فلانة، وتسمع الأسماء فإذا بها لشخصيات يفترض أنها تحمل أمانة الكلمة وتتحمل تبعاتها، ولكنها وللأسف تخوض في ما لا تعرف. وتحدث إرباكاً مجتمعياً وصل إلى حد رفع بعض الحكومات يدها مستسلمة، فقد أفشلت الإشاعات والمعلومات المغلوطة الصادرة عن أشخاص غير متخصصين كل الجهود التي بذلت طوال العام الفائت للسيطرة على الجائحة ومنع اتساع نطاق انتشارها، ولأن وسائل التواصل تقرب المسافات وتربط المجتمعات ببعضها، نجد أشخاصاً عندنا يتأثرون بما يقال في بلاد لم تعرف اللقاحات بعد لأنها لم تطلبها!
مرة أخرى نحمد الله على نعمته التي أنعم بها علينا. فنحن من أول الدول التي بدأت تطعيم شعبها. وأول الدول التي وصلت حتى سن 16 سنة. وأول الدول التي تتجاوز النسب المستهدفة. أما الفئة التي لا تزال مترددة فلا نقول لهم غير «انظروا لمن حولكم وستعرفون قيمة التطعيم».