يمر قطار العمر بالإنسان سريعا، ولكنه يتوقف عند لحظات فارقة في حياته والتي تعتبر بمثابة ذكريات كبيرة الأثر في النفس والعقل لا تنسى بمرور الزمن.. بل يظل يحكيها الأجداد للأحفاد ويتحاكى بها الآباء للأبناء.
لحظات بمثابة جرس تنبيه بأننا على طريق رحلة الحياة.. فرحلة الحياة مليئة باللحظات المختلفة والمتنوعة.. لحظات نجاح.. لحظات فرح.. لحظات طمأنينة.. لحظات تحدي.. لحظات ثبات.. لحظات تضرع.. لحظات تفكير.. لحظات أمل.. لحظات شجن.. لحظات عديدة تمر علينا نتعلم منها الكثير والكثير وتكون نقطة فارقة في حياتنا.
ويحضرني أحد أبرز اللحظات السعيدة الفارقة والمعاصرة، لحظات الفخر والعزة التي امتزجت بدموع الفرحة بتعويم السفينة الجانحة بقناة السويس، اليوم، فتلك اللحظات التي سجلتها الكاميرات ونقتلها أثير الإذاعة ووصفتها الصحافة وصفحات السوشيال ميديا، لم تكن وليدة الصدفة، ولم تكن وليدة اللحظة، بل كانت نتاج ساعات وأيام وسنوات من الجهد.. أيام من السهر والتفكير.. أيام من العمل الجاد والمتواصل.. أيام من الإخلاص لن يقدر بثمن.. أيام من بناء استراتيجيات إدارة الأزمات.. أيام من تفعيل وتحسين كافة الإجراءات الخاصة بتنفيذ خطط الطوارئ بمختلف العمليات المختلفة والتي تعتمد على إعداد آليات تنفيذية واضحة ومحددة تشتمل على مسئولية التنفيذ والبرنامج الزمني والموارد المتاحة.. أيام لبحث أوجه تنفيذ الخطط البديلة بالإضافة إلى كفاءة إدارة الوقت وكفاءة إدارة الموارد المتاحة وبناء القدرات البشرية وتبادل المعلومات والمعارف والمهارات المتنوعة، فتلك اللحظات التي يملؤها الفخر تسبقها أيام وليالي بل تمتد إلى سنوات، خاصة في حالة المشروعات العملاقة، من العمل المتواصل والجهد والإخلاص من أبناء ورجال مصر الشرفاء، تحت قيادة سياسية رشيدة، شغلها الشاغل مصلحة ونهضة مصرنا الحبيبة.
وجاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لتؤكد على أن الدولة المصرية ماضية على العهد لمواصلة النجاحات والانجازات المختلفة.. جاءت تلك الكلمات لتواصل رفع اسم مصر عاليا بين مصاف الدول.. جاءت تلك الكلمات لتؤكد أن القيادة السياسية على قدر كبير من الثقة في القدرات المصرية البشرية والفنية واللوجستية لتذليل كافة الصعاب والتحديات.
فقد بدأ سيادة الرئيس كلماته قائلا «لقد نجح المصريون» وعن هذا الفخر نتحدث.. عن هذا التقدير نفتخر.. عن تلك المتابعة الإعلامية، الدولية لهذه المحنة التي تحولت إلى منحة، نفهم ونعي جيدا مكانة وأهمية وتأثير قناة السويس المصرية ليس فقط للمصريين بل للعالم أجمع.
وأكمل السيد الرئيس كلماته قائلا حيث تم «إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب. وإعادة الأمور لمسارها الطبيعي، بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري» كما أكمل السيد الرئيس السيسي كلماته بالشكر قائلا «وإنني أتوجه بالشكر لكل مصري مخلص ساهم فنيا وعمليا في إنهاء هذه الأزمة».
وجاءت إشادة السيد الرئيس بمجهود وسواعد أبناء مصر، لتعبر عن معاني عظيمة وتعلن أن الدولة المصرية ظلت داعمة وستظل داعمة لأبنائها المخلصين، وأختتم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كلماته قائلا «لقد أثبت المصريون اليوم أنهم على قدر المسؤولية دوما، وأن القناة التي حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم.. ستظل شاهدا أن الإرادة المصرية ستمضي إلى حيث يقرر المصريون. وسلاما يا بلادي».
لحظات تعب وجهد لم ولن نشعر بها مع لحظات الانتصار… لحظات المشقة ستتلاشى بمجرد الفوز بالتحدي…. محنة يعقبها منحة ولاننسى تلك اللحظات الخاصة ولاسيما لحظات عرض إنجازات الوطن.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا