كنّا نسمع عن صراع سرّي بين شركات إنتاج الأدوية في العالم، كثيرون كانوا يتحدثون عن ذلك. وخاصة من كانوا على علاقة مباشرة بأمور البحث والتطوير من العلماء والخبراء والأطباء، وكنّا نتابع رواياتهم الشبيهة بأفلام هوليوود، نأخذ ببعضها ونترك البعض الآخر لتشكيكنا في مصداقيته. وأيضاً لأننا لا نريد لعلامات الاستفهام أن تحيط بالأدوية التي توفر لنا العلاج.
وقيل الكثير حول ارتباط شركات الأدوية بالسياسيين في الدول الغربية، وتشكل قوى ضغط داخلي مؤثرة. حتى إنهم أطلقوا اسم «مافيا» على تكتل شركات الأدوية، وجعلوها إحدى أربع أو خمس أخطر مافيات تتحكم بالاتجاهات السياسية في المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الدول الديمقراطية. وسببت هذه التداخلات تنامي الدخل الناتج عن بيع الأدوية، والتي يحكى عنها ولكنها لا يمكن أن تحصى!
واليوم، ونحن نشهد عرضاً مباشراً، كل شيء فيه نراه «على المكشوف»، لا سرية تخفيه، ولا عيون معمية عنه، والسبب كورونا. الجائحة التي لا تتكرر في القرن الواحد إلا مرتين أو ثلاثاً، وأي جائحة؟ منذ يومها الأول وهي تدر المليارات لشركات إنتاج الأدوية والمعقّمات والواقيات وأجهزة الفحص وأدوية المقاومة، المضمون منها وغير المضمون، فاشتراها الفقراء قبل الأغنياء، وظهرت معدات لم نسمع بها قبلاً، وكانت جاهزة خلال شهرين، صُنعت وجُرّبت، وتم التصديق على جودتها، وبيعت على العالم الذي كان يتطلع إلى دواء يوقف انتشار كورونا، فإذا بالأمريكي يبشّر بقرب إنتاج لقاح فعّال بعد أن أعلن الصيني عن بدء التجارب، وتبعهم الإنجليزي والروسي، وشركات أمريكية أخرى دخلت إلى الساحة، وبدأت الحرب.
حرب علنية اعترف بها رئيس وزراء بريطانيا قبل يومين، وسمَّاها «حرب اللقاحات»، في إشارة إلى الصراع الدائر بين بلاده والاتحاد الأوروبي حول الكميات المطلوبة من «أسترازينيكا». التي اتهمتها أمريكا بتزوير نسبة فعالية لقاحها، وأوقفته عدة دول أوروبية قبل أيام لآثاره الجانبية. وفي الجانب الآخر يطلقون الإشاعات ضد الصيني والروسي. ويرفضون ترخيصهما في الغرب.
وللحديث بقية..