خالص العزاء، نقدمه ونحن محزونون، فالمصاب مصابنا جميعاً، والفراق يعزّ علينا جميعاً، حمدان بن راشد تحبه حتى وإن كنت لم تره شخصياً ولو مرة واحدة في حياتك. فالطيبة مرسومة على ملامحه، والخير يتقدم خطواته. وأعماله راسخة في ذاكرة وطن يقدر رجاله.
رحل حمدان فأبكانا محمد، فقد الشقيق ليس بالأمر الهيّن. وبضع كلمات رثاء كانت كافية لتسحب الدمع من الأعين. وتملأ القلوب حزناً. «رحمك الله يا أخي وسندي ورفيق دربي وأحسن مثواك، وضعت رحالك عند رب كريم رحيم عظيم».
خمسون عاماً وهو يرتقي سلم البناء والتنمية وتثبيت ركائز الدولة، كان حاضراً في كل المناسبات، ابتداء من الإعلان عن تأسيس «اتحاد الإمارات» إلى رفع العلم، ومن ثم تسلّم ملفات المالية والصناعة والاقتصاد، والسير جنباً إلى جنب مع الآباء المؤسسين، زايد وراشد وإخوانهما، طيّب الله ثراهم وأسكنهم فسيح جنّاته. نصف قرن من العطاء المستمر. واجه عواصف الأزمات المالية والركود الاقتصادي.
وبحكمة وحنكة الربّان المتمكّن كنّا نخرج من كل أزمة ونحن أكثر قوة، وأشد عزيمة، وعرفته ميادين كثيرة. يتقدمها ميدان الخير، عرفنا بعضاً من إسهاماته، ولم نعرف الغالب منها، يده البيضاء كانت ممدودة في تكتم لا يعلمه إلا الله، فقد كان، رحمه الله. يبحث عن الأجر ولا يسعى إلى الشهرة والدعاية. وكان متواضعاً كما عهدنا شيوخنا، يشرف على السباقات التراثية البحرية بودّ ومحبّة للبحر، شريان الحياة في محبوبته دبي، ولأهل البحر صنّاع التاريخ. وكان صاحب هوايات متعدّدة، من الخيل إلى الرياضة. ومضامير السباقات الدولية والمحلية تشهد بذلك، ومعها نادي النصر، عميد الأندية، الذي لم يبعد نظره عنه رغم كل مشاغله.
رحم الله حمدان بن راشد آل مكتوم، الرجل الطيب والشيخ الكريم. وعظّم الله أجر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأسرة الكريمة.