فرصة جديدة تتهيأ لإيران، إما أن تقبل بها وإما أن تجد نفسها في مأزق عواقبه وخيمة.
علي الخامنئي مطالب اليوم بشيء من الحكمة، بعيداً عن الغطرسة والاعتقاد الخاطئ بأنه يملك قوة لا تقهر. فالقادة من العسكريين الإيرانيين الذين يطلقون مثل تلك الأقاويل يخفون الحقيقة عنه، ويغلّفونها بكثير من المعلومات غير الدقيقة، حتى يغطّوا عجزاً. هم يعلمون علم اليقين بأنه موجود، والطائرات المسيّرة أو الصواريخ الباليستية مثال صارخ لذلك العجز، فالآلاف منها أُطلقت ودُمّرت في الجو، فنتائجها لا تساوي قيمة محركاتها أو وقودها.
هم متميّزون في الدعاية الاستعراضية، والتصريحات الناريّة، وكل إنجازاتهم نشر الفوضى في البلاد المهزوزة، وتشكيل مجموعات تفجير واغتيال، وميليشيات عقائدية فاسدة تنهب بلدانها ابتداء من حزب الله في لبنان إلى الحشد والدعوة في العراق. وصولاً إلى الحوثي في اليمن. وحرسهم الثوري الذي لم يستطع أن يحمي قائده وخبراءه، لا يمكن أن يحمي بلاده إذا حانت ساعة الجدّ.
مليارات تلو مليارات أهدرتها إيران على أحلام «الخميني» ومن بعده «الخامنئي»، والنتيجة صفر، لم تحقق شيئاً. ولكنها جوّعت شعبها، حرمته من اللحاق بركب الحضارة، ووضعت 30 في المئة منه تحت خط الفقر، ومازالت، رغم مرور 42 سنة على ثورتها. تعلّق المشانق في الشوارع لتعدم بالشبهات شباباً لا ذنب لهم غير الانتماء إلى مذاهب أو قوميات أخرى، بينما كان بإمكان «الملالي» أن يحولوا بلادهم إلى جنّة لو أنهم بنوا وعمّروا في الداخل بدلاً من البحث عن أتباع في الخارج.
ستظهر النوايا بعد المبادرة السعودية لحل أزمة اليمن، من إيران ومن الذين يلاعبون إيران. فالأوراق قد جمعت ورصّت في سلة وضعت تحت تصرف الأمم المتحدة بمبعوثها الإنجليزي ومبعوث بايدن الأمريكي. والسلام مشرعة أبوابه، والكلمة عند خامنئي، لا الحوثي يملك قراره ولا الوسطاء لهم سلطة على أحد. هم فقط الذين يديرون الأمور في طهران ونواياهم سيحسمون الأمور. فإما القبول وإما الاستمرار في سفك الدماء اليمنية.
وسننتظر الحكمة بعد التهوّر.