عرفه العالم كريماً، سخياً، محباً لفعل الخير، متقدماً الصفوف. فهو أوّل الواصلين للمنكوبين ومن هم في حاجة للمساعدة. لا تعجزه المسافات، ولا تؤخره الإمكانات، مستعد في كل الظروف والأحوال، يده بيضاء ناصعة تلفت انتباه العالم وما يحويه.
محمد بن زايد، الشيخ الإنسان، المبادر دوماً، لا ينتظر الشكر من أحد. فهذه عادة اعتاد عليها، اكتسبها من مدرسة عظيمة تربى فيها، فإذا بها تسري في دمه، وتصبح منهجاً لا يحيد عنه، ولا يقيس الناس بمقاييس القرب أو البعد، مقياسه للناس يؤشر نحو التسامح، ولا يخضع لأحكام السياسة والعلاقات الخاضعة للعواطف وهوى النفس، يحب لغيره ما يحبه لنفسه.
قبل «كورونا» واحتياجاتها، وقبل اللقاح، كانت مواقف سموه مفخرة لنا، هنا في الإمارات، حيث الأبواب المفتوحة، والعطاء الذي لا ينضب، في الزلازل، وفي الأعاصير، وفي التهجير والتشريد واللجوء القسري لمن لا حول ولا قوة لهم، وفي كل تلك الأماكن، ووسط كل المآسي. تمسح أنامله على قلوب امتلأت حزناً، وتنتقل المخيمات والمعسكرات ومواد الإغاثة والضروريات من الدواء والغذاء، وتكفيه، حفظه الله، ابتسامة على وجه طفل أو لقمة يتناولها كهل جار عليه الدهر.
وبعد «كورونا»، بعد هذه الجائحة التي غيّرت وجه العالم، لم تترك يد محمد بن زايد بقعة لم تصلها. وفّر مخزوناً من المواد الطبية الضرورية لأولئك الذين يقفون في الصفوف الأولى لمواجهة الوباء. وحوّل خطوط إنتاج لتوفير النقص العالمي، ووصل إلى كل محتاج قبل أن يطلب أو حتى يشكو من النقص. وشارك في إنتاج اللقاح قبل أن يصبح حقيقة واقعة، بنظرته الثاقبة قرأ الخريطة، وتشارك مع الآخرين، أشقائه في الإنسانية. بذلك اللقاح حتى يحمي من هم بحاجة إليه كما يحمي أبناء وطنه.
وعندما يمنح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جائزة «أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية – ديهاد 2021» من قبل المجلس الاستشاري العلمي العالمي «ديساب»، لا نقول أكثر من أن هذا التكريم ذهب إلى من يستحقه، صاحب اليد المباركة.