نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: حرّروا النيل الأسير

الأيام تتسارع والأحداث تمر ببطء، اقترب نهر النيل من الوقوع أسيرًا لدى الأحباش ولن يكون في الإمكان إعادته.. لعبت إثيوبيا دورًا خبيثًا زاد خبثًا عن خبث اليهود في محاولات الفتنة بين مصر والسودان على مستوي الحكومات والشعبين لسنوات طويلة وبخطة واضحة المعالم قلبت فيها الحقائق. وجعلت شعب السودان يصدق أن إثيوبيا التي تحتل أراضيه الخصبة أخت بلاده. وأفاق الشعب السوداني على كمائن تنصب لقتل أبناء جيشه. وقتل نسائه وخطف المزارعين على يد الجيش والميلشيات الإثيوبية. فأدرك أنه وقع في فخ أكاذيب أحكمه بعناية النظام الإثيوبي. فعاد ليحمل الهم معًا مع مصر ويتحملا معًا مسئولية إعادة نهر النيل الذي أصبح يهددهما معًا إما بالعطش أو بالغرق.

الآن أصبحنا على بعد أيام قليلة من أن نكون أو لا نكون نعيش أو نموت وبعد توحد الجهود المصرية السودانية. وبعد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسودان ومن قبلها زيارة رئيس أركان الجيش المصري وقبلها بدء المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين فما زالت إثيوبيا على موقفها لم يتغير منه شيئًا. ورفضت رسميًا الحل المصري السوداني بإشراك المجتمع الدولي بلجنة رباعية في حل مشكلة سد الموت الإثيوبي. وأعلنت أنها ستبدأ الملء الثاني للسد وهو الذي إن تمكنت منه فسيضيع النهر إلى الأبد. ولن يكون هناك مصر ولا السودان على الخريطة. ومازالت السياسة الخبيثة الإثيوبية تماطل وتستهلك الوقت بمحاولة دخول أي طرف آخر توافق هي عليه لبدء مفاوضات كما أعلنت ذلك تركيا باستعدادها للدخول في وساطة لحل الموضوع. وكأننا سنثق فجأة في عدو الأمس القريب ليحل لنا مشاكلنا.

ما زالت آلة الذباب الإلكتروني الإثيوبية على مواقع التواصل الاجتماعي الحرب على مصر والسودان معًا وبث الفتنة بينهما وصرف الانتباه عن الحرب الدائرة بين إثيوبيا والسودان على الحدود والتي بناءً عليها حرر الجيش السوداني معظم أراضيه التي احتلها الأحباش لسنوات طويلة وأيضًا التأثير على الروح المعنوية للمصريين بأن السد أصبح أمرًا واقعًا وأن النيل أصبح بحيرة إثيوبية وأنه سيتغير مجراه أصلًا فلن يمر بمصر والسودان بعد الآن والحقيقة الأساسية في هذا الأمر التي لا جدال فيها أنه لن يحل المشكلة إلا جيشنا المصري العظيم فلا أمريكا ولا أوروبا ولا دول الخليج كلها تستطيع حل هذا الموضوع ولن يتراجع الأحباش إلا بعد تحطيم هذا السد أو إعلان بني شنقول ومعهم التيجراي عن دولة جديدة مستقلة عن إثيوبيا الدولة المتمزقة عرقيًا والتي لا تتوقف فيها المجازر والمذابح لحظة واحدة ضد عرقية التيجراي وبني شنقول التي بني عليها السد والتي هي أصلًا أرض سودانية.

الجيش المصري دائمًا قادر على حماية مصر وهو أملها دائمًا وهو جيش منا جميعا ومن أبنائنا وهو قوة لا يستهان بها عند المصائب والشدائد. ولن يقبل أبدًا أن يظل مصير مصر ونيلها أسيرًا لدى الأحباش ولن نكون أبدًا تحت رحمة أحد يعطينا أو يمنعنا.. كفانا مفاوضات عبثية لا طائل منها.. كفانا مهانة من دولة ممزقة تحارب الجميع وتحارب نفسها.. حرروا نهر النيل من الأسر. فالموت بشرف وكرامة أهون كثيرًا من الموت عطشًا وجوعًا ولسنا ضعافًا أبدًا وكلنا يعلم أن عدونا لا يحترم اتفاقيات ولا معاهدات. فكل الاتفاقيات القديمة والحديثة لا قيمة لها. فهو يفرض الأمر الواقع الذي رفضناه على لسان رئيسي مصر والسودان.. هناك الكثير من الحلول والسيناريوهات. وكلنا ثقة في قيادتنا وننتظر ساعة الصفر ولعلها قريبة جدًا.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى