تجاهلنا الإخوان الهاربين قرابة عشر سنوات حتى طواهم النسيان، نكرات أنكرهم المجتمع، وتعاملت معهم أطيافه على أنهم مجموعة مريضة ومصدومة أصابتها علّة الانفصام، إذا تحدثوا كذبوا، وإذا تصنّعوا الهيبة بانت حقيقة ما يخفون من سطحية خلف ذلك المنظر المرسوم لهم بعناية، لم تنفعهم «خنخنة» الإخوان، ولم تحصّنهم الاستشهادات بـالقرآن الكريم وأحاديث خير المرسلين.
وقد طوينا صفحتهم بعد أن كشفت مؤامراتهم، وأسقطناهم من حساباتنا، فئة تتبع الخارج وتوالي مرشداً أجنبياً، وتقبل بالخيانة المغلّفة المتخفّية وراء الفكر والإصلاح والدعوة، وتشكل خلايا، وتعتبر نفسها فوق الجميع، هي التي على حق وغيرها على باطل، تدّعي بأنها طائفة مميّزة، وإسلامها فقط هو الإسلام الصحيح، وتبيح تدمير المجتمعات الآمنة والمستقرّة حتى تجد فرصة لفرض نفسها.
وتدير مجموعات اغتيال في الدول التي تمكّنت منها، وتطلق تنظيمات إرهابية تحت مسمّيات وهمية أثبتت الأيام أنها إخوانية الفكر والانتماء والتوجيه والتبعيّة، سواء كانوا في جبال أفغانستان أو صحارى العراق وسوريا ومصر وليبيا، وحتى من يعيشون في فنادق فاخرة يديرون الحرب الإعلامية المموّلة من فروع الخليج.
أمثال هؤلاء لا يُلتفت إليهم. خاصة وأننا قد اجتثثناهم من جذورهم، فقبع من قبع في السجون بعد الحكم بإدانتهم. وهرب قلّة منهم إلى الخارج. وما عادوا يشكِّلون أي خطر علينا.
قد فقدوا كل وسائل التأثير. ولا يملكون غير منصات التواصل، يحاولون من خلالها الوصول إلى مجتمع رفض سابقاً عنصرية فكرهم الإقصائي. ونأسف كثيراً لأناس عقلاء ومثقفين سحبتهم «منصة» جديدة يقال لها «كلوب هاوس»، وجد فيها الإخوان منفذاً تمنّوا أن يوصلهم إلى بيوتنا وشبابنا، فإذا بالبعض يتابع «غرف دردشتهم»، ومن ثم يقوم بمهاجمتهم وكأنه يدافع عن بلاده وقيادته، ولا يعلم أنه بهذا الفعل «يسوِّق» لهؤلاء وأفكارهم بعد سنين من تجاهلهم ورفض توجهاتهم، ويدفع البعض إلى متابعتهم، وحتى لو كان ذلك من باب الفضول، فإنه يخدم تلك الفئة المنحرفة والخارجة عن الملّة.
«كلوب هاوس».. بؤرة خبث إخواني علينا التنبه إليها.