أعلنت عفت مصطفى، المدير التنفيذي لشركة تاكتكس للإدارة التسويقية، ومدير تحرير منصة مراسي نيوز الإعلامية البحرية، ورئيس إدارة الإعلام في رابطة المرأة العربية في القطاع البحري عن إطلاق مبادرة «قوة التمكين» الأولى من نوعها في العالم العربي، لدعم التوازن بين الجنسين في القطاع البحري، بدعم من منصة مراسي نيوز الإعلامية البحرية.
جاء ذلك خلال ملتقى حواري بعنوان «المرأة في القيادة، الإرشاد الفعال في صناعة الشحن»، عقدته المنظمة البحرية الدولية، بالتعاون مع مجموعة التركيز الأفريقية المنبثقة عن الرابطة الدولية للنساء في قطاع الملاحة والتجارة، ضمن الجهود الدولية التي تبذلها العديد من المنظمات والجمعيات البحرية، لتسليط الضوء على عدة جوانب عن طبيعة عمل المرأة في هذا القطاع.
وأدارت الجلسة الافتراضية التفاعلية، التي أقيمت اليوم الإثنين، أوريتس ماتسون إيدودو إيموري، عضو المنظمة البحرية الدولية، ويونيس إيزيوكي، رئيس الرابطة الدولية للنساء في قطاع الملاحة والتجارة في نيجيريا، ومشاركة عدد من المسؤولين والشخصيات المرموقة في القطاع البحري.
بدأت الجلسة الافتراضية الحديث عن السمات القيادية والمهارات اللازمة للنجاح، ومدى أهمية التوجيه الفعّال في صناعة الشحن من الكوادر الميدانية إلى القيادات، وتبني الإرشاد المهني المتبادل في عصر جائحة كورونا، بجانب مناقشة التنوع الموجود في القطاع من وجهات نظر العنصر الذكوري، وإتاحة الفرصة للعاملين في القطاع لعرض خبراتهم عن وضع الصناعة في الفترة ما قبل وأثناء انتشار فيروس كوفيد-19.
وتحدثت مصطفى عن تجربتها الشخصية خلال مسيرتها التي سعت خلالها إلى القيام بدور الحيوي في تشكيل مستقبل صناعة النقل البحري عبر جهودها المختلفة. قائلة: «بدأت مشواري في عضوية اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة الرابطة النسائية الدولية للشحن والتجارة كأصغر الأعضاء سنّا في اللجنة، وأفخر بتعاوني وتعلمي من شخصيات نسوية، هن منارات النجاح ومصدر لإلهام هذه الصناعة التي يهيمن عليها الرجال، فالنساء اليوم يحدثن تغييراً إيجابياً، ويمهدن الطريق للكثير من الأخريات الأصغر سناً من اللواتي يطمحن لخوض غمار هذا القطاع».
المساواة بين الجنسين وإحراز التقدم
تلعب المرأة دوراً فاعلاً في صناعة النقل البحري ولا يقتصر هذا على مجالات محددة، فهي اليوم تشغل مناصب مهمة جداً وحساسة للغاية، فعلى سبيل المثال نجد اليوم نساء بحارة، وهو ما لم يكن سائداً من قبل، لكن مهاراتهن القيادية والمهنية سمحت لهن بإتمام جميع المهام باحترافية وبراعة عالية. واليوم نشهد إقبالا متزايداً من قبل العنصر النسائي على القطاع البحري، لكن لايزال هناك الكثير لتحقيقه كي يتقبل القطاع مشاركة المرأة بشكل أوسع وأعمق.
وأوضحت مصطفى قائلة: نحتاج إلى كفاءات ماهرة في قطاع الشحن من كلا الجنسين، كحال أي صناعة أخرى. ويجب أن يكون هدفنا الأساس هو توظيف المواهب المعززة لضمان نمو صناعة الشحن العالمية. التي بلغت قيمتها عام 2019 حوالي 14 تريليون دولار أمريكي. نحن بحاجة إلى تغيير جميع المفاهيم المسبقة حول الصناعة. واكتشاف مجموعة متنوعة وشابة وقادرة على مواكبة تطورها المتواصل.
ولا شك في أن الجهات الحكومية والخاصة تقوم بواجبها لتحقيق المساواة بين الجنسين في هذا المجال. حيث اتخذت المنظمة البحرية الدولية سلسلة من الخطوات لتعزيز دور المرأة في صناعة النقل البحري. وهي سباقة في هذا المجال. ونرى العديد من الجهات الأخرى التي تسير على هذا النسق. ومن الجهود الأخرى الجديرة بالتقدير التي تبذلها المنظمة البحرية الدولية و الرابطة الدولية للنساء في قطاع الشحن والتجارة. إطلاق الاستطلاع الدولي لعام 2021. الذي يدرس نسبة توزيع النساء العاملات في القطاع البحري. ما يساعد على تحديد العوائق والعمل للوصول إلى نسب متوازنة من كلا الجنسين.
قيادة التحول
وفقاً لتحليل أجرته مجلة هارفرد بيزنس ريفيو. تفوقت النساء على الرجال في معظم الكفاءات القيادية حتى أثناء الأزمات. ويوضح هذا القدرة على التغيير والحس القيادي التي تمتلكه المرأة، لإنشاء صناعة يمكنها الاستمرار والتكيف مع الظروف كافة. وقيادة الشركات نحو النجاح؛ إذ أصبح من الضروري التعلم والتدرب وبناء القدرات. فضلاً عن تحديد الحواجز المادية والاجتماعية والعمل على إزالتها.
وأضافت مصطفى: «ما من شك أن القيادات النسائية يمكنها أن تسرّع من نمو صناعة الشحن والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك يجب علينا معالجة هذه القضايا على مستوى القاعدة الشعبية؛ فاليوم تركز الأكاديميات والمؤسسات البحرية على الحاجة إلى ضخ القوى العاملة البحرية من المواهب نسائية، ومثال على ذلك ما تقوم به الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر وفرعها في الشارقة بدولة الإمارات. هذا هو الدور المطلوب الذي يساهم في إرشاد ورعاية الشابات لتزويدهن بالموارد اللازمة لتحقيق التميز. وبذلك نشهد ولادة صناعة بحرية يتم تجديد دمائها بالقيادات النسائية في المستقبل».
جدير بالذكر، أن مصطفى قد ساهمت بشكل كبير في دعم القطاع البحري خلال مسيرتها المهنية التي استمرت عقداً من الزمان. وشاركت بمساندة العديد من العناصر النسائية بشكل متواصل. وساعدتها الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها عبر التواصل مع رائدات الصناعة البحرية من القيام بهذا الدور.
نون – دبي