نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: تونس وصراع القصور الثلاث

الحقيقة أن وجود فساد في مؤسسات الدولة، قادرًا على شل مفاصلها ويجعلها تعاني. من رضوخ تام، ولا تقدر على مواجهة العراقيل والأزمات التي تتعرض لها الدول، و هُنا في تونس الوضع يختلف تمامًا والفساد يرتع على مسمع ومرأى من الخلق. وظهر جليا تزامنا مع أزمة كورونا.

فتونس تواجه عدة أوبئة ليس وباءًا واحدًا وحسب. وتلك الوباء ينحصر في وجود حركة النهضة الإخوانية، في السلطة التشريعية برئاسة راشد الغنوشي، رئيس البرلمان.

تونس تعيش أزمة حقيقية تكاد تعصف بمؤسسات الدولة في طريق مجهول، بسبب حالة السجال والتظاهرات التي تشهدها، اعتراضًا على الحال المزري الذي تتعرض له البلاد من جانب، ومن جانب آخر هُناك صراع دائر بين الأجنحة في المؤسسات والتي تشمل السلطة التنفيذية قصر قرطاج، والحكومة، والسلطة التشريعية «البرلمان»، وعمق الجراح اللعب بورقة «الدستور» وعدم موافقة قيس سعيد رئيس الجمهورية على تمرير  11 وزيرًا بعد نيلهم الثقة في البرلمان نهاية شهر يناير الماضي.

ولم يكن أمام رئيس الحكومة هشام المشيشي، بدعم حركة النهضة الإخوانية والأحزاب. المنضوية داخل لوبي الخراب في تونس، إلا القيام بحشد مضاد تجاه رئيس الدولة، بحجة واهية وهي الدفاع عن مؤسسات الدولة والدستور، وبارك الغنوشي الحراك بكلمات. من شأنها دغدغة مشاعر الجماهير، حتى امتلأت الشوراع عن بكرة أبيها بالمواطنين. والنهضة الإخوانية غير عابئة بدخول البلاد في عواقب وخيمة ونفق مظلم بسبب الحشد المضاد، والهدف هو تأليب الرأي العام التونسي على الرئيس. إما أن يقبل بالوزراء الجدد أو يتهم بخرق الدستور وتمزيقه.

ونظرًا لارتفاع وتيرة الصراع. حاول الرئيس احتواء الموقف وامتصاص غضب الشارع. ووصف التظاهرات بأنها إفلاس سياسي عقب دعم النهضة الإخوانية لها. وهو ما يكشف أن الرئيس يحاول الالتفاف حول الشعب. ويحذره من ميليشيا النهضة وأذنابها شلة المصالح داخل البرلمان. وتبقى تونس. على المحك. بسبب وجود النهضة في البرلمان.

خلاصة القول تونس الخضراء، تحتاج إلى أن ينحي كل طرف أيديولوجياته جانبًا وينظر لمصلحة الدولة. وقبل ذلك على رئيس الحكومة الحالي أن يقدم استقالته بشكل عاجل. بعد تحالفه مع النهضة الإخوانية، لإسقاط الرئيس. بشكل يوصل النهضة للحكم وتتربع على عرش البلاد، وحينها تقسم التورتة، ولا شأن لهم بتونس ومواطنيها.

النهضة دومًا تحاول الزج بالمواطن في رداء الوطنية لاستمالته والتأثير عليه. بشكل يكون جاهزًا للدفع به في أي معركة تخص مستقبل الحركة وتواجدها في الحياة السياسية. وهو ما حدث حينما دعا الغنوشي أنصاره للنزول للشارع. وإن صح النزول من الشرفاء في تونس أن ينزلوا لاقتلاع النهضة من جذورها. حتى يعود الاستقرار  للبلاد.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى