نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: الخطوات الأخيرة في الصراع

القارة الأفريقية غنية بكل الثروات المعدنية والزراعية ووفيرة الأمطار والأجواء غير الملوثة والثروة البشرية، ورغم ذلك فهي أفقر القارات وأكثرها حروبًا وصراعات؛ لأنها ابتليت بزعماء من عينة أبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام. ثم سفك دماء شعبه في إقليم التيجراي، واستعان بالجيش الأرتيري ضد شعبه. وترك لهم العنان فقتلوا وحرقوا ونهبوا وشردوا شعبه. ثم دخل في حرب ضد دولة السودان المجاورة؛ لأن الجيش السوداني انتشر في أرضه المسماة بالفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، ثم اتهم الجيش السوداني بأنه أحتل أراضي إثيوبيا خلافًا لكل الحقائق والمواثيق، التي تثبت أن كل هذه الأراضي سودانية بلا منازع، ونسي أنهم كانوا يتغنون بحب السودان، وأنها أخت بلادي، يقصدون أن السودان أخت إثيوبيا والآن لا يكف نظامه ليلًا ونهارًا عن تهديد السودان من خلال سفراء السودان في الخرطوم وفي الإمارات أيضًا.

الآن تم التحالف الاستراتيجي بين مصر والسودان. وأصبح الجيشان المصري والسوداني جيشًا واحدًا في مواجهة الاعتداءات الإثيوبية المتكررة على الحدود السودانية. وأكد رئيسا مصر والسودان رفضهما القاطع للتصرفات الأثيوبية. التي تهدد مصر والسودان بالدمار التام في حالة بدء الملء الثاني للسد الإثيوبي. وأن مصر تدعم المقترح السوداني. بالبدء فورًا في مفاوضات يشارك فيها الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة. وأمريكا والاتحاد الأوروبي؛ للوصول لاتفاق ملزم وقانوني لملء وتشغيل السد.

كما رفض الرئيسان سياسة فرض الأمر الواقع التي يمارسها النظام الإثيوبي. ظنًا منه أن مصر والسودان ليس لديهما ما يضغطان به على النظام الإثيوبي، وهو ما دفع مصر والسودان إلي التحرك الدولي لإظهار سوء النوايا لإثيوبيا. ومن الواضح أن هناك خطًا أحمر زمنيًا تم وضعه لمشكلة سد الموت الإثيوبي. بحيث لو لم تتجاوب إثيوبيا مع المطالب العادلة لمصر والسودان فسيتم التعامل مع السد على أنه خطر يهدد وجود مصر والسودان، ومن الواضح أن عرقية التيجراي وحركة بني شنقول سيكون لهم دور كبير في إسقاط هذا النظام الإثيوبي الذي تتحكم فيه ميلشيات الأمهرة وتدفع به إلي الهاوية.

أما عن الدول المستثمرة في إثيوبيا وتدعم النظام الإثيوبي ولا تساند مصر لا علنًا ولا سرًّا، نقول لهم أن مصر قادرة على أن تنتصر وتؤمن نهر النيل ولا تحتاج منهم شيئًا، ولكننا كمصريين لا ننسى أبدًا من يقف معنا ومن يتآمر علينا، وأذكرهم بقصيدة الخالدة مصر تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم:

كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي

وهو مصير إثيوبيا بإذن الله.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى