لا يبني صاحب الرأي موقفاً على إشاعة لا يعرف من قائلها أو من مطلقها!
صاحب الرأي قد يكون كاتباً أو مفكراً أو باحثاً أكاديمياً. وقد يكون محللاً متخصصاً في مجال من مجالات الشأن العام. وأياً كان من بين هؤلاء، يكون صاحب الرأي ملزماً بالدقة في الحديث، والبناء على الحقيقة المؤكدة، لأنه يعتبر في نظر الناس من المصادر المعتدّ بها، وهو موثوق به، ومثله إذا أخذ إشاعة.
وقال في بداية حديثه، عبر مقال أو تغريدة: «إن إشاعة قد انتشرت في الآونة الأخيرة تقول كذا وكذا»، فهذا معناه أنه يسهم وبصورة مباشرة في الترويج لتلك الإشاعة، أو أنه يؤيدها، أما إذا أكمل تغريدته أو مقالته بالقول: «إن تطبيق ما جاء في تلك الإشاعة سيجلب مشاكل…»، فهذا يعني أنه يصدّق ما يقول إنه إشاعة، وقد تعلّمنا أن وصف أي قول بأنه إشاعة يعني أن مضمونها كاذب، ومن بثها كاذب، وكذلك من روّج لها، فكيف بمن اعتبرها شيئاً مسلماً به؟!
كنّا نعيب على من استهوتهم لعبة «تويتر» من أصحاب الطموح بالظهور والشهرة. أو أولئك الذين يظنّون أن نقل «كل شيء» ومن «كل الأشخاص» سوف يجعلهم في عيون الآخرين مثقفين ومطلعين ومتابعين. وقد يشار إليهم بالبنان، وفي نفس الوقت كنّا نضع تبريرات لأفعالهم تلك. وعلى رأسها جهلهم وحبهم للحضور المستمر على منصات التواصل، ورأينا أسماء كبيرة تتساقط نتيجة ترديد كلام الآخرين الذين لا يعرفون مآربهم، وأيضاً لجهلهم، ولنقص في معلوماتهم ومعرفتهم بالمحيط الذي يلفهم في ظل الظروف المعقدة والمتداخلة، نتيجة صراعات سياسية أو أحقاد دفينة!
عندما يقول كاتب أو باحث «إن هناك إشاعة»، يعني أنه يقول «هناك كذبة» وعليه أن يفنّدها. ويرجعها إلى أصلها، ويحدد الأسباب الكامنة خلفها. ويكشف الجهات التي يتوقع أنها أطلقتها، ولكن أن يتبنّاها ويناقش تفاصيلها. فهذا يجعلنا نشك في رأيه وبحثه وقصده!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا