نون لايت

إيهاب زغلول يكتب: فكرة متمردة

عاد الأب بعد عناء عمل متواصل ليوم طويل جدا مرهق امتلأ صدره بهواء الجو الحار.. لم يشعر الأب بنفسه إلا وهو يلقى بجسده المتعب على سريره. أخذته ِسنة من النوم لكنه كان نوماً طويلاً بعض الشيء.. تفتحت عيناه على نسمه هواء جميلة قادمة من شباك «بلكون» المنزل.

داعبت نسمات الليل أطراف الأب فأيقظته من نومه بهمة ونشاط كان الأب قد قرر بينه وبين نفسه على فعل شيئ لكن ياترى ماذا يكون هذا الشيئ.. الأمر كان هام جدا فالأب يحدث نفسه.. لماذا نسيته ذاكرتي الضعيفه دائما تنسى.. سأل الأم هل قلت لكي شيئا زوجتي الحبيبة كنت قد هممت أن أفعالها فردت عليه لا.. زوجي الحبيب يبدو أنك مرهق من العمل المتواصل.. ارتح قليلا لعلك تتذكر ماكنت تبحث عنه.

تناول كوب من الشاي الساخن جلس على مقعده يفكر ويفكر.. ماذا يكون هذا الشيئ الذي أبحث عنه لكن دون جدوى… فالنسيان احتدم برأسه كالداء بدأ يحدث نفسه من جديد.. لقد سئمت هذا الشيئ قبل أن أراه؟

ياترى لماذا ضل الطريق إلى ذاكرتي.. لماذا يتجاهلني أهو عنيد على هذا النحو الفج.. ماذا عساي أن أفعل كي استرده… لماذا هو ساخط عنيد جاهم!!!

أخذ الأب يداعب ابنته الصغيرة يلهو معها يلعبان سويا يقبل الأب ابنته فرحا وسعادة بها فقد كبرت سريعا وبدت ملامحها تتغير شيئا فشيئا.. أخذت التفاريح والبهجة تنسى الأب ما كان يبحث عنه ويفتقده!!

وفجأة جاءه ما انتظره منذ ساعات عودته من العمل.. بدأ النسيان يتلاشى وعادت الذاكره المخفية… الأب بصوت عال… تذكرها.. تذكرها.. امسك يد ابنته واخذ يهز يدها يمينا ويسارا فرحا بعودة المجهول..

الأب: يالها من فكره متمرده اتعبتني طيلة ليلتي.. سألته طفلته الصغيره ماذا تقصد يا أبي بتلك الفكرة.. الأب: إنها يا بنتي خاطرة موضوعي الجديد الذي سأكتبه لجريدتي.. إنها يا صغيرتي مهنة البحث عن المتاعب.. إنها مهنة الصحافة فهذه الخاطرة تشكل وجدان من يقرأها وتصنع للمجتمع شيئا جيداً..

الصغيرة: فعلا يا أبي أنت تقدم للناس شيئا عظيماً وأنا فخوره بك وبأعمالك الطيبة حينما أتحدث مع زملائي.. الأب شكرا ابنتي العزيزة فقيمة الفرد بما يقدمه للإنسانية ومحبة الناس كنز عظيم… فحب العباد من حب الله عز وجل.. وأن تكون محبوباً وسط الناس بأعمالك وأخلاقك فقد نلت رضي الله وأسعدت نفسك وأسعدت الآخرين.. فالسعادة الحقيقية يا بنتي برضى الله…

شكر الأب ابنته على هذا الحديث الجميل وشكرا الأب الخاطرة التي عادت له أخيرا بعد عذابات ساعات طويله.. وبدأ يكمل سطوره ويعيد أوراقه المبعثرة هنا وهناك.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى