لن يسكت عنا كل الذين حوّلنا أحلامهم وتطلعاتهم إلى كوابيس. سيستمرّون في محاولاتهم حتى يعودوا من جديد إلى عبثهم بهذه الأمة.
حمد بن جاسم أسوأ الأمثال، ومن بعده يأتي تنظيم الإخوان الإرهابي، وخلفهم ذلك التركي الباحث عن إمبراطورية مفقودة، يدقون «المسامير» الصدئة عساها أن تحدث شرخاً في علاقة وثيقة تفرضها مصلحة عامة، تقوم على التكامل وليس التنافس، لها مبادئ ثابتة لا تخضع لتقلبات الظروف والأحداث، علاقة صلبة تنظر إلى الأخطار المحدقة بنا، ولا تلتفت إلى مكاسب آنية.
تلك هي علاقة الإمارات والسعودية، القائمة على رؤية صنعتها إرادة حرة اختارت الوقوف صفاً واحداً لمواجهة كل الذين يريدون بنا شراً، ولولا هذا الاختيار لأصبح وضع المنطقة غير الذي نراه اليوم، خاصة بعد كل الفوضى التي شهدتها بعض البلاد العربية ابتداءً من يناير 2011، والمنطقة التي أقصدها هي منطقة الخليج، فقد كانت حلماً للإخوان ومن يقفون خلفهم.
لن يسكتوا عنّا، وها هم يتلاعبون منذ ثلاثة أيام بقرار إجرائي اتخذته المملكة العربية السعودية، أرادت به أن تنظم علاقتها مع المستثمرين والشركات الكبرى المتعاملة مع الدولة، فاشترطت عليها افتتاح مكاتب تمثيل أو مكاتبها الإقليمية في المملكة، مستخدمة حقاً سيادياً لا ينازعها أحد عليه، ولا يغضب أحداً، فالمصالح الوطنية من اختصاصات كل دولة، تراها ضمن رؤيتها الشاملة. ولكنهم لم يسكتوا. حوّروا ذلك القرار الداخلي المنظم لأعمال الشركات واستثماراتها. ليبدو وكأنه يستهدف الدولة الأكثر قرباً للسعودية. وحملوا المعاول بعد أن «غمزوا ولمزوا». وتحرّكت أقلام مستأجرة في بلاد الحرية الكاذبة. تحاول أن تفتح ثغرات في الجدار الصلب. وقالوا كل شيء حول المنافسة وسحب الاستثمارات من دبي بصفة خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة. رغم أن المنطقة فيها دول أخرى تفتح باب الاستثمار واستقطاب الشركات، ولم يذكروها؛ لأنهم يريدون أن يصنعوا فجوة بين قطبي المعادلة التي هزمتهم.
سيفشلون كما فشلوا طوال عشر سنوات، فالذي بين الإمارات والسعودية أكبر من أمانيهم التي يتمنّونها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية