نون والقلم

فريهان رؤوف تكتب: الخيانة الزوجية من وراء شاشات الهواتف

كم كثرت الخيانات الزوجية خصوصا في المجتمعات العربية، داخل البيت الواحد وفي نفس الغرفة. لكنه يخونها من وراء شاشة الهاتف، يرسل لتلك ويغازل الأخرى وزوجته بجانبه وهي لا تدري أو تتجاهل.

هل مجتمعنا مريض لهذه الدرجة؟ هل الخيانة أصبحت مثل الماء يحتاجونه الأشخاص؟

نعم يخونون زوجاتهم حتى عندما يكونون متواجدين في قاعة الجلوس. تجدها هي منهمكة في إعداد الشاي أو القهوة له. منهكة، متعبة تفكر في اسعاده. وهو يستغفلها و يستغبيها وبطريقة مؤلمة وجارحة بعد أن ضمن امتلاكها أصبح يعاملها مثل الجارية فليس من حقها حتى السؤال عن أشياء تسبب لها الضغط والقلق والتوتر.

يستغبي ويستغفل المرأة التي تسهر على راحته وتحمل اسمه، هي من تعد له الطعام وتغسل وتكوي ثيابه هي من تقلق لقلقه وتسعد من أجله هي من تنتظر عودته للمنزل بساعات، بثواني ودقائق، هي من تستيقظ معه الصبح لمساعدته على تجهيز نفسه و تودعه مبتسمة، هي من تحضنه عند عودته إلى المنزل، لكنه لا يعبث لا يعرف غير الكلام الجارح والعبارات التي تكون مثل السيف الذي يمزق قلب هذه المرأة .

لا يجيد اختيار الكلمات الراقية. لكنه يجيد العبث بالفيسبوك لساعات طويلة وهي نائمة وهو يسهر على الفيسبوك ليرسل رسائل ويغازل ويبرع في تقمص دوره التمثيلي من خلال شخصية الرومانسي مع إنسانة غريبة. لكنه أبعد ما يكون عن الرومانسية مع زوجته التي تحمل اسمه وتصون غيابه وتحبه .

هي من تربت على كتفه وتقول له لا تقلق أنا إلى جانبك، هي من تصونه وتحمي سمعته وشرفه، هي من تناظل من أجله، هي من تتعب كل يوم ولا تشتكي، هي الحنونة والمحبة الصادقة، هي التي أعطت بدون مقابل، ثم يخونها ويطعنها بألف خنجر. وهي من أعطته ثقتها لكنها تتحمل. وعندما ينفد صبرها لا يجد حتى عذرا واحد لها بل يهاجمها بسلسلة لا متناهية من الاتهامات ويصفها بنكدية التي تعكر مزاجه وتقلق راحته وتلهيه عن التفكير في عمله .

وكم أنجبت مجتمعاتنا بعض الأصناف التي تعلمت منذ الصغر أن المرأة  ليست أي شيء هي فقط جارية.

ماذا تعلم البعض من الدين والرحمة .

بعض الأزواج  قلوبهم أقسى من الحجر لا يوجد فيها الرحمة والحنان على زوجاتهم.

إنها الزوجة التي أوصى  بها الله خيرا وأوصى بحسن معاملتها والإخلاص لها لكنهم لا يكتفون، البعض يظنون أنفسهم أسياد بحاجة إلى جوار أكثر.

بينما البعض الآخر الذين يحترمون زوجاتهم يستحقون أن ترفع لهم القبعات، هؤلاء النخبة الراقية بينما الأزواج الذين لا يجيدون غير الصراخ والعصبية والكلام الجارح من الفئة الهمجية والعنيفة والمتعصبة التي تفشل في تأسيس أسرة  .

كيف ستبنى أسرة والرجل لم يتعلم احترام زوجته قد يحترم أصدقاءه ويعطي من وقته لهم ولا يحترم زوجته التي تحمل اسمه وتكابد من أجله .

فكيف سيبني هذا الصنف أسرة سعيدة وهو سبب حزن كل فرد فيها؟

كيف سيبني هذا الصنف وهو من تعلم الخيانة والكذب والتحيل والغش والخداع؟

وهل العلاقة التي تبنى على الخداع والكذب والغش سوف تستمر؟

أليس من قواعد بناء علاقة صحيحة هي الثقة؟ فكيف تلتقى الثقة مع الخداع؟ من المنطق أنهما لا يلتقيان والخداع يدمر الثقة كليا.

هل للمرأة أن تعيش تحت سقف الشك طويلا؟ وكم من الأكاذيب سوف تتجاهل؟

و إلى متى؟ إلى حد أن تفقد صبرها وتحملها وتهتز بداخلها صورة زوجها والرجل الذي كانت تحترمه. فتفقد ثقتها واحترامها له يوما بعد يوم. وتندم على أيام التضحيات والمشاعر النبيلة التي كانت تحملها له. وقد تتركه ولا تواجهه حتى بما تعرفه عنه لأنه أصبح غريبا في نظرها ورجلا لا يستحق احترامها واهتمامها.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى