نون والقلم

فريهان رؤوف تكتب: أليست المرأة شريكة.. فلماذا هذه القسوة؟

الرجل الذي لا يحترم المرأة التي معه يحولها إلى مخلوق أخر، لماذا تمردت؟

لماذا أصبحت متجاهلة؟ لماذا أصبحت بدون مشاعر؟ هل هي هذا المخلوق الذي كنت أعرفه جيدا أم مخلوق عجيب بالكاد أعرفه.

هذه امرأة  تعرضت للإهانة و إلى سلب شخصيتها وكيانها الإنساني منها.

ماذا ينتظر صنف معين من الرجال من امرأة  لم تجد الإحترام معه.

هل ينتظر هذا صنف الانحناء و الطاعة؟

هل المرأة  خلقت عبدة أم جارية أليست المرأة شريكة ؟

فلماذا هذه النظرة الفوقية، نظرة ليست راقية و لا إنسانية؟

هي لا شيء هي مجرد خاتم في إصبعي، رهينة تحت أمري، ضحية تحت حكمي، أنا المتحكم الوحيد في حياة هذه المرأة .

هذه المرأة لا شيء في الوجود هي ليست إلا مطيعة لي، هي لم تتغير.

أسلوبك أيها الرجل هو من تغير، المرأة القوية تنفر من الرجل الديكتاتوري و المتسلط، المرأة القوية لا ترضى أن  تكون خاتم في إصبع أيا كان، المرأة يا سيدي النرجسي قد تتركك عندما لا تجد احترامها وعندما تفقد كل معنى وجودها معك ، فتأكد حينها أنك الفاشل الوحيد في هذه الحالة، لأن الرجل الحقيقي يشارك المرأة الحياة، يكون بمثابة الصدر الحنون لها، هو ذلك الذي يجعلها تحلق معه في عالم السعادة وليس ذلك الذي يحطم أحلامها لتكون فقط تحت إشارته هو، ليس هذا العدل ولا الإنسانية .

تلك الحبيبة لم تتغير بل أسلوبك الشرس حولها إلى مخلوق يفعل أي شيء ليحافظ على وجوده و كرامته.

فالرجل النرجسي هو من يغير طباع المرأة و يحطم كل احساسيها ليثبت بكونه الطرف الأقوى في حلبة صراع على حسب مفهومه هو لماذا هذه المجتمعات المتحجرة جعلت من المرأة  مجرد جارية وضحية ومفعول بها وليست فاعلة. لماذا يدمر بعض الرجال حياة زوجاتهن و أحلامهن.

هل ورقة الزواج تخول لرجل التحكم في أحلام المرأة وتقييدها ؟

هل عقد زواج يخول لرجل سجن المرأة؟ ذلك السجن الأبدي، هل يخول له دفن كل معاني حياتها؟ لماذا نظرة البعض لزواج على أنه التحكم و السيطرة وليس المشاركة والحب والود. متى سوف نتحرر من هذه الأفكار الرجعية والردايكالية حتى ممن يدعون بكونهم مثقفين، لكنهم مع زوجاتهم أبعد ما يكونون عن الإنسانية

رسالتي لكل امرأة، ارفضي الظلم والإهانة مهما كانت النتائج فإنها لن تكون أسوء من سجن لا يرحمك. من سجن يقتل إنسانيتك و كرامتك كل يوم، من سجن ينسيك بكونك انثى. بل يحولك لضحية تفعل أي شيء ليرضى جلادها، ليست هكذا الحياة والحياة التي لا يوجد فيها احترامك أرفضيها.

يجب أن نتعلم أن نرفض وأن نتمرد على كل أشكال الإهانة مهما كانت.

لا يوجد حق يسمح لرجل بإهانة المرأة  وتدمير أحلامها، لأن  هذا شكل من أشكال التعسف والوحشية والظلم، لكنه للأسف لا زال يحدث داخل مجتمعاتنا.

أنت امرأة فليس من حقك العيش ولا حتى تنفس، أنت امرأة فليس من حقك حتى ضحك أصبح بحساب، أنت امرأة ليس من حقك الخروج من المنزل، أنت امرأة فقد كتب على جبينك أنك مخلوق ضعيف ليست له أحلام ولا مشاعر ولا أي شيء من مقومات الحياة.

أنت امرأة فيجب عليك أن تتحملي كل أشكال الظلم والجبروت.

سؤالي لهذا الصنف من الناس هل هذا العدل أم الرحمة، أم أن الراجل الراقي يفكر هكذا، بتفكير بعيدا كل البعد عن دائرة  الإنسانية.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى