التاسع من فبراير 2021 يوم من أيام التاريخ، ونحن جميعاً جزء من هذا التاريخ، كل الذين شهدوا الإنجاز من حول العالم، من وضعوا أيديهم على قلوبهم، ومن رددوا الأدعية صامتين، ومن غطت الابتسامة وجوههم، أبناء الإمارات، وأبناء الخليج، وأبناء العرب في بلادهم وفي مهاجرهم، وكل المحبين، كلهم كانوا مثلنا يترقبون، كان يوماً صعباً، وحافلاً، تتصادم فيه المشاعر، ويختلط الفرح بالدموع وهم يرصدون اللحظات الأخيرة لهذا المسبار الذي ارتقى إلى السماء قبل سبعة أشهر، في رحلة ملايين الكيلومترات، وملايين من الآمال والأمنيات.
تمنيت بالأمس لو أنني بين المتواجدين في محطة القيادة لهذا المشروع الفضائي، لشكرت كل من أراه، ابتداء من الحارس على الباب الرئيسي، إلى العمال المساعدين، إلى أن أصل لأصحاب العقول النيرة والإرادة العظيمة، أولئك العلماء المستجدون، تلاميذ صاحب الأمل ومنجز المستحيل، الرجل الذي انشغل منذ الصغر بلحظات تشبه هذه اللحظة، يحقق خلالها ما كان ضرباً من الخيال، فتراه يقف شامخاً كما عهدناه، تلمع عيناه بالدمع الممتلئ شكراً وعرفاناً لرب كريم يسر له رؤية مسارات المبادرات والبحث عن النجاح، هو المعلم الذي لقننا مبادئ الإصرار وهو الموجه الذي يفرش لنا طرقنا، وهو الأب الذي يجعل من العالم والخبير والمتدرب أبناء له، يمنحهم الفرص، وينير لهم الدروب، ويمسك المشاعل بيديه الكريمتين، فهذه اللحظة هي لحظة فخر واعتزاز للشيخ الباني للتطلعات نحو المستقبل، محمد بن راشد.
هذا إنجاز عربي، تحقق بواسطة دولة الإمارات. هكذا كانت نظرة أخوتنا العرب يوم أمس، رأيناها عبر تفاعلاتهم واتصالاتهم ورسائلهم. فالساحة كانت منشغلة طوال اليوم بالأمل الذي أوصلنا إلى المريخ في التاسع من فبراير 2021. وسيوصلنا هذا الأمل المزروع بيننا باليد المباركة إلى تحقيق آمال كثيرة تعقدها هذه الأمة على المستقبل.
مبروك لقائد الوطن الشيخ خليفة بن زايد.
ومبروك لمن جعلوا الشموخ عنواناً لنا، شيوخنا الكرام محمد بن راشد ومحمد بن زايد وحمدان بن محمد بن راشد.
ومبروك لشعبنا الوفي.
وتحية إكبار للسواعد التي أنجزت ورفعت رؤوسنا في السماء.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية