خلال مراحل حياتي ومعاشرتي للكثير من الناس من مختلف الجنسيات والأجناس. وبحثي وتعمقي في دراسات كثيرة تتحدث عن الطاقة التي تتحكم في شخصية الإنسان. وتحديدا كيف تميزه وتجعله مختلفا عن الشخصيات الأخرى. توصّلت إلى أن البشر مقسمين إلى ثلاث فئات. الفئة الأولى أصحاب الطاقات الإيجابية، الفئة الثانية أصحاب الطاقات السلبية، الفئة الثالثة أصحاب الطاقات المتلقية.
الفئة الأولى هم أصحاب الطاقات الإيجابية. يقضون معظم وقتهم في التعلم والتفكير والأبحاث والتأثير وامتلاك مصادر القوة، وهم غالباً علماء أو باحثين أو مخترعين. أو مفكرين أو رجال أعمال ناجحون. دائما هم أصحاب المبادرة ولا يتوانون في التطبيق. لهم قناعاتهم وطموحاتهم. وأهدافهم في حياتهم تحركهم للمضي قدما إلى أبعد الحدود. عندما تعاشرهم تستمد منهم تلك الطاقة الإيجابية. ويشعرونك بأن الحياة جميلة والمستقبل مشرق ويبعثون فيك الطمأنينة والأمل. ولديهم إيمان كبير وطموح يكسر الصخور رغم كل العقبات التي تواجهم. فتجدهم أكثر صلابة من قبل لا يستسلمون ولا يعرف اليأس طريقا لنفوسهم، إنهم ببساطة المبدعون.
الفئة الثانية هم أصحاب الطاقات السلبية تقضي معظم وقتها في متابعة الناس والإنتقاد والتشكيك في قدرات الآخرين وعدم الثقة بهم، نظرتهم للحياة سوداوية غير تفائلية، كثيروا الشكوى وعدم الرضى، رغبتهم كلها في جمع المال. لأن المال بالنسبة لهم هو مصدر السعادة، فقد تولّدت عندهم هذه الصفات لأنهم عاشروا مثالا سيئا منذ الصغر أو لتنوع ماتعرضو له من مواقف خيانة وخذلان واضطهاد وغدر فتركت في نفوسهم آثارا سلبية يرافقها آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، أثرت سلبا على حياتهم وعلى كافة علاقاتهم مع الناس. بل ولها من القدرة ما يمكنه اجتياح الأشخاص المحيطين فتصبح السلبية سمة عامة من سمات المجتمع، فالأشخاص السلبيون عموما لا يستطعون رؤية واستشراف المستقبل ولا يستطيعون خلق الفرص من قلب المصاعب، خائفون ومترددون، الشلل يسري في أجسادهم.
أما الفئة الثالثة فهم أصحاب الطاقة المتلقية وهم الذين يشكلون النسبة العظمى من البشر، يتأثرون إما بالطاقة الإيجابية والسلبية، هم أناس عاديون يعيشون وقتهم في التشجيع ومشاهدة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، ويذهبون للتسوق، ويحبون هدر الوقت وكل ما يخلق الجدل والاستهلال، ليس لديهم أهداف واضحة ومحددة، يسهل تأثرهم بأصحاب الطاقات إما السلبية أو الإيجابية، لهذا أنصح هذه الفئة بعدم الاتصال والتواصل مع الفئة السلبية حيث تشكل عليهم خطرا كبيرا فيمكن أن يظهر عليهم تأثيرهم خلال فترة زمنية وجيزة فيصبحون منهم ويعانون معاناتهم ويدخلون في مراحل متطورة من الاكتئاب الذي يؤدي إلى مشاكل نفسية يصعب حلها.
يقول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، ويقول عز وجل : وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون صدق الله العظيم، لهذا أحبتي لا تجعلوا اليأس يتسرب إلى حياتكم واجعلوا نظرتكم للحياة كلها تفائل وأمل وسعادة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية