جو بايدن يتشدد مع دول الخليج العربية ويتراخى مع إيران والحوثيين.
تلك هي مواقف الرئيس السياسية التي يفتتح بها ولايته. الحليف والصديق يوضع في دائرة الشك والمراجعة والمحاسبة. والخصم المتعنت والخارج عن تعهداته والتزاماته تقدم له العطايا المجانية هدايا. وتخفف عنه كل الإجراءات التي اتخذت نتيجة تصرفاته العدوانية ضد جيرانه.
منطق أعوج، وقرارات متسرعة، إيران تحصل على منح مالية بدعوى شراء الأدوية لمواجهة كورونا، وتدعى بكل احترام إلى طاولة مفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي سيئ الصيت، والحوثي مغتصب اليمن وذراع إيران في الخاصرة الخليجية يرفع من قائمة الإرهاب.
فالإرهاب عند بايدن لا يتضمن الطائرة المسيرة والمفخخة التي تطلق على السعودية، ولا يشمل الإرهاب إشعال الجبهات في مأرب وتعز وغيرهما من الأراضي الخاضعة لقرارات وقف إطلاق النار، ولا في زرع الألغام في البحر الأحمر، أو في الاغتيالات وضرب مطار عدن يوم وصول الوزراء بصواريخ إيرانية.
دول الخليج ليست انفعالية، ولا تتبع أسلوب «الصوت العالي». وخاصة السعودية والإمارات ولا تغلق الأبواب أو تعلن مواقف متسرعة، هنا العقلانية والأدلة والإثباتات. حتى وإن خرج بايدن عن خطه الدبلوماسي الذي قال إنه سيسلكه. وجعل ملاحظاته ونواياه مشاعة. ففي النهاية سيعرف أو يُعرف بالحقيقة إذا كانت غائبة عنه. ولا نظن ذلك، فالشواهد أمامه. وما حدث يوم أول من أمس بالطائرات المسيرة والمفخخة التي أطلقت على الأراضي السعودية. لا تحتاج إلى عبقري ليفهم القصد منها. فالحوثيون، وبإيعاز من إيران، يردون الهدية للرئيس الكريم.
الخارجية الأمريكية حاولت صباح أمس أن «ترقع» ما قطعه بايدن. وأصدرت بياناً موجهاً للحوثيين يدعوهم لما كان يجب أن يقوله الرئيس عندما أعلن سحب تأييده وتعاونه مع التحالف العربي في اليمن، ولا أظن أن العالم سيدار من خلال تصريحات خاطئة وتصحيحات لاحقة!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية