كانت عقارب الساعة تدق العاشرة مساء. عندما بدأت قناة «إم بي سي مصر» بعرض برنامج «الحكاية». حيث يهتم برنامج الحكاية بكافة القضايا التي تهم المواطن المصري. كما يقوم بمتابعة للأحداث اليومية. ويصنف الخبراء البرنامج بأنه يعد من برامج التوك شو.
ولكن حلقة أمس لم تكن كسائر الحلقات، فقد تحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، خلال مداخلة هاتفية، إلى ما يقرب من نصف ساعة، لبرنامج «الحكاية» عن عدد من الملفات الهامة التي تمس حياة المواطن المصري والتي كان من أبرزها ملف تطوير العشوائيات وملف سد النهضة وملف لقاح فيروس كورونا.
فلم يكتفى الرئيس بالمؤتمرات الشبابية ولم يكتفى برسائل وكلمات سيادته على منصات التواصل الاجتماعي ولم يكتفى سيادته بالرد على جميع أسئلة شعبه من خلال فقرة «إسأل الرئيس»، كما أن سيادته لم يكتفى بإجراء اللقاءات المباشرة مع طلاب الحربية والشرطة وذويهم وغيرهم، إنما أيضا حرص الرئيس على أن يزيل الحواجز بينه وبين شعبه ليفتح آفاق للتواصل والعمل الجاد من أجل مصلحة هذا الوطن العظيم، قنوات اتصال فتحها ويظل يفتحها السيد الرئيس السيسي بينه وبين شعبه يناقشه ويوضح له كافة التحديات ويستعرض معه أبرز الإنجازات المقدمة من الدولة المصرية لتوفير خدمات متميزة للمواطن المصري.
وجاءت رسائل الرئيس السيسي واضحة، وموجهه للشعب المصري، ففيما يتعلق بملف تطعيمات فيروس كورونا المستجد، فقد أوضح الرئيس أن الشريحة الأولى تضم نحو 35 مليون مواطن، حيث تضم كلا من كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى الأطقم الطبية ولا توجد مشكلة فيما يخص أموال اللقاح، فهي متوفرة.
بينما جاء الحديث عن ملف العشوائيات ليعلن عن حجم وأسباب وطرق حل المشكلة التي يواجها البعض، فقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر تحتاج إلى أكثر من 4 تريليون جنيه للقضاء على مشكلة العشوائيات والتي تنتشر في كافة محافظات الجمهورية، حيث أضاف سيادته أن الإسكندرية تحتاج أكثر من 400 مليار جنيه للقضاء على حجم العشوائيات المنتشرة على مستوى المحافظة، وتابع الرئيس السيسي، أن الدولة قادرة علي توفير مليون وحدة سكنية كل عام، وأنه جارٍ تنفيذ 24 مدينة جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية.
وعن أسباب ظاهرة العشوائيات فقد ذكر الرئيس السيسي. أن غياب الدولة لعقود تسبب في وجود ملايين العقارات المخالفة التي تسببت وقد تسبب في الكثير من الأزمات لسكانها وسكان المناطق المحيطة، وأضاف الرئيس أنه يتم بدءا من الفترة الحالية تطوير 4500 قرية بتوابعهم بإجمالي تكلفة 500 مليار جنيه، وفيما يتعلق بملف تطوير الكباري والطرق فقد ذكر الرئيس السيسي أن الهدف من ذلك هو التيسير على المواطنين والمحافظة على أوقاتهم وتقليل حجم الوقت الضائع وتقليل الضغط على المواطنين، إلى جانب تقليل معدلات استهلاك الوقود والحفاظ على البيئة والحد من التلوث.
وأضاف الرئيس، أن عدد السيارات في الطرق يزيد كل عام حوالى 200 ألف سيارة أغلبهم في القاهرة والإسكندرية، لذلك تم التخطيط والتنفيذ لإعداد مزيدا من الطرق والكباري من أجل الحفاظ على راحة المواطنين، كما أكد الرئيس السيسي على أن التطوير الشامل للدولة المصرية موجود في كافة قطاعات الدولة، على سبيل المثال وليس الحصر، الصحة والصناعة والتعليم والزراعة وغيرها.
كما ذكر الرئيس أن قوة مصر نابعة من مؤسساتها وشعبها. وأكد سيادته على أن الدولة المصرية حريصة على أن تكون كل تحركاتها وانشطتها تهدف إلى بناء السلام والاستقرار.
وفيما يتعلق بملف سد النهضة، فقد أكد الرئيس السيسي، أن مصر تتحرك في هذا الملف، في إطار التفاوض المستمر والصبر، مشدداً سيادته على أن الدولة المصرية ستصل إلى نتيجة ملموسة وإيجابية عبر هذا المسار.
وأضاف الرئيس السيسي أن هناك إجراءات أخرى تتم بالتوازي مع مسار التفاوض، بهدف تقليل حجم المياه غير المستخدمة، وإعادة تدوير المياه عبر محطات المعالجة، مشيراً إلى أنه جاري التنفيذ والانتهاء من المشروع الخاص بتبطين للترع، كما تم إنشاء عدة محطات معالجة منها محطة معالجة بحر البقر، ومحطة معالجة المنزلة بتكلفة بلغت 20 مليار جنيه، إلى جانب إنشاء محطة معالجة بمنطقة الحمام، وخطوط مياه لري الأراضي الزراعية خاصة في سيناء، حيث ستتمكن تلك الأنابيب من ري ما يقرب من نصف مليون فدان.
رسائل وكلمات الرئيس ارتكزت في قلوبنا قبل عقولنا. بل أدت مداخلة السيد الرئيس السيسي إلى تعزيز تمديد أواصر الحوار بين الرئيس والشعب. وتمكين لغة الحوار البناء والهادف والذي يحتوي على العديد من المرتكزات. أبرزها أبعاد وأسباب المشكلة التي تواجه المجتمع المصري. بالإضافة إلى عرض لأبرز الخطط التنفيذية لحل تلك المشكلة. ووضع مؤشر لقياس أداء لقياس الخطة التنفيذية. بالإضافة إلى قياس أداء الاستراتيجية بأكملها.. فخطط تتبعها تنفيذ ثم يتبعها تقييم وينتهي بإطلاق استراتيجية تحسين.. فهناك العديد من الاستراتيجيات المتكاملة والمبادرات الرئاسية لتحقيق التنمية الشاملة. وتوفير أفضل الخدمات المتميزة للمواطن المصري. وإتاحة مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ولا يتبقى إلا الرهان على وعي ومساندة الشعب المصري العظيم. لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تضمن لوضع وطننا العظيم في المرتبة التي تليق به.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية