نون والقلم

د. إيمان علاء الدين تكتب: رسالة قيم

كانت الساعة تدق العاشرة صباحًا، عند متابعتنا لكلمات ورسائل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية والسلام العالمي والعيش المشترك، حيث ذكر سيادته «بأن العالم يحتفي بقيمة إنسانية هامة نحتاج إليها أكثر من أي وقت مضي. وهي قيمة الأخوة الإنسانية». كما تابع سيادته «إن هذه المناسبة الهامة. تذكرنا جميعا بأهمية الحوار لفهم وتقبل الآخر. كما تذكرنا بأهمية تعزيز التعاون لنبذ التعصب والتصدي لخطاب الكراهية. ونشر قيم التسامح والعدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار».

كلمات ويا لها من كلمات أثرت في نفوسنا وجعلتنا نسترجع تاريخ وطننا الغالي والملهم، بأن مصر هي مهد الحضارات ومهبط الأديان السماوية، فعلي أرض مصرنا الحبيبة كلم الله موسى عليه السلام وجاء إلى مصر السيد المسيح والسيدة مريم ودخل إلى أرضها الإسلام منذ بدايته. ليس ذلك وحسب. وإنما جعلتنا نركز للتأكيد علي وحدة النسيج المجتمعي المصري رغم الاختلاف. وماذا قدمت الرؤية المبهرة للدولة وللمجتمع المصري. الذي استطاع على مدار عصور طويلة أن يكون مركزًا للتواصل بين مجتمعات عدة من خلال استعراض الأعمدة السبعة للشخصية المصرية. والتي ترتكز على مصر الفرعونية ومصر اليونانية. والرومانية ومصر القبطية ومصر الإسلامية. ومصر العربية ومصر البحر المتوسط ومصر أفريقيا.

رسائل هامة ومعبرة في هذا التوقيت من الدولة المصرية. ولكن سبقتها أفعال كثيرة ومؤثرة منذ تولي الرئيس السيسي. لتوطيد دعائم الأخوة بين أبناء المجتمع المصري كنسيج وطني واحد. بالإضافة إلى حفظ كافة الحقوق دون تمييز . والتصدي لدعاوي الكراهية والعمل على نبذ العنف والتطرف. ورفع مستوى الوعي بالقيم الإنسانية المشتركة. بالإضافة إلى دور الدولة المصرية في نشر قيم التسامح والسلام في المجتمعات الإقليمية والعالمية. والعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام. والمساعدة لإيقاف ما يشهده العالم من حروب وصراعات ونزاعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.

ويأتي قرار الأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية تخليدًا لذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية يوم 4 فبراير لعام 2019،  كما ترتكز الوثيقة على عدد من المحاور، أبرزها ‏التأكيد على أن الأديان لم تكن أبدا مثيرة للعنف وإراقة الدماء. كما تتطرق الوثيقة إلى عدد من القضايا والمشكلات، التي يعاني منها العالم اليوم، ‏مثل التشدد والإرهاب والفقر. وتشدد الوثيقة. على عدد من الثوابت والقيم. أبرزها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد. وعلاقة الشرق والغرب ونشر الأخلاق وتعزيز مفهوم المواطنة. وتدشين حقوق المرأة والطفل. بالإضافة إلى حماية الفئات الضعيفة. كما تطالب وثيقة الأخوة الإنسانية بالعمل على ترسيخ المواطنة الكاملة وقيمها الثابتة في المجتمع. والمساواة في الواجبات والحقوق. والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح «الأقليات».

احتفالات يسبقها أفعال حاضرة ومؤثرة للدولة المصرية. ودعوات خاصة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. بضرورة العمل من أجل نشر ثقافة السلام. وإعلاء قيم التسامح. والتعايش السلمي. ونبذ كافة مظاهر العنف والتطرف. فليتنا جميعا نتكاتف. وننشر قصص النجاح. المتعلقة بإرساء قيم الأخوة والإنسانية. ونتوحد من أجل التوصل إلى حلول السلام والاستقرار الاجتماعي واحترام التنوع. وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل. على كافة الأصعدة الوطنية. والإقليمية والعالمية.

عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى