يأتي انعقاد المنتدى العربي الاستخباري بالقاهرة قبل أيام في توقيت مهم للغاية. نظراً لما تمر به المنطقة والدول العربية بشكل خاص من تحديات خطيرة يأتي على رأسها خطر الإرهاب والتطرف. واستخدام الجماعات الإرهابية بشكل ممنهج في صناعة الفوضى وإسقاط الدول من الداخل، والأخطر أن الجماعات الإرهابية باتت أحد أهم وسائل التدخلات الخارجية لضرب استقرار الدول العربية، الأمر الذي يشكل تهديداً للأمن القومي العربي.
وإذا كانت مصر قد تمكنت في سنوات قليلة من استعادة توازنها، وتثبيت أركان الدولة المصرية، وعلى رأسها المؤسسات السيادية وفي القلب منها جهاز المخابرات المصرية الذي وقف صلباً في مواجهة كل التحديات والمؤامرات خلال الفترة التي سميت بالربيع العربي.. فإنه اليوم يقوم بممارسة دوره القومي على المسرح العربي بالتنسيق والتعاون مع أجهزة الاستخبارات العربية بهدف مواجهة وبتر جذور الإرهاب.. وتقليص مخاطره وتداعياته من جانب ووقف التدخلات الخارجية في شئون الدول العربية من جانب آخر.
مؤكد أن جهاز المخابرات المصرية يتمتع بخبرات هائلة لأسباب تاريخية وسياسية، على رأسها الحروب التي تعرضت لها مصر على مدار عقود طويلة، وأيضاً بسبب التوازن الاستراتيجي الذى تلعبه في منطقة ملتهبة بالصراعات الإقليمية والدولية بشكل دائم، ناهيك عن الصراعات العرقية والدينية، مما فرض على الجهاز أن يكون له دور رائد في مواجهة كل التحديات لحماية الأمن القومي المصري أينما وجد. بالإضافة إلى تعزيز دور باقي الأجهزة الأمنية في مواجهة ظاهرة وخطر الإرهاب، وهو ما جعل مصر تتمكن في سنوات قليلة من استئصال جذور الإرهاب بعد أن وجهت له ضربات استباقية وتدمير بنيته الأساسية في منطقة سيناء ذات الطبيعة الجبلية الشاسعة، وأيضاً في أكثر من بؤرة أخرى على أرض مصر.. وكما كانت مصر داعمة للأشقاء على مر التاريخ.. جاء هذا الاجتماع المهم لنقل التجربة المصرية إلى الدول العربية التي لا تزال تعاني من ظاهرة الإرهاب، وتعزيز قدرة أجهزتها إضافة إلى تبادل المعلومات ورصد تحركات قيادات هذه الجماعات، وعمليات التمويل والتسليح والدعم اللوجيستي سواء كان من دول أو منظمات أو قوى تهدف إلى استمرار زعزعة الاستقرار في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
إن تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أهمية العمل الجماعي في إطار الإخوة العربية، يؤكد حرص مصر على استعادة الاستقرار في شتى الدول العربية، ورؤيتها لإنهاء حالة السيولة والصراع الداخلي التي نتجت عن التدخلات الخارجية، والتي وصفها الرئيس في كلمته لأعضاء المنتدى بأنها قوى إقليمية ودولية تستهدف صناعة الفوضى من أجل السيطرة على مقدرات أوطاننا العربية، مناشداً رؤساء وأجهزة المخابرات العربية وكل المشاركين في أعمال المنتدى الوقوف صفاً واحداً والتعاون، وتجاوز أي خلافات، بهدف إعلاء المصالح العربية وعودة الاستقرار إلى شتى الأوطان والمدن العربية.
وفي اعتقادي أن هذا الاجتماع يشكل أهمية كبيرة ونقطة فارقة لمواجهة ظاهرة الإرهاب. والنزاعات المسلحة بين الفصائل الإرهابية التي تمول من الخارج. وتهدف إلى استمرار حالة الفوضى في عدد من الدول العربية لأهداف سياسية واقتصادية. ربما يكون أهمها هي إقامة قواعد عسكرية لدول أجنبية على الأراضي العربية، والاستيلاء على ثروات النفط والغاز في بعض الدول.. وهو أمر أصبح يحتم على الجميع التنسيق والتعاون والعمل المشترك حتى تتخلص الدول العربية من لعنة الإرهاب.. وتنعم شعوبها بالاستقرار والنمو والتحضر على غرار كل الدول والشعوب المستقرة.
حمى الله مصر من كل سوء
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية