نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: ما وراء المنتدى العربي الاستخباري!

منذ عقود والموقف العربي في مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، يكاد يكون مغاير لما يحدث على أرض الواقع، في ظل منطقة تكاد تكون ملتهبة بسبب العمليات الإرهابية، مما أصبح فرض عين بل وحقيقة شديدة الخصوصية، لبلورة فكر جمعي متناغم لمواجهة التحديات الوعرة التي تُحاك لمنطقتنا العربية.

يتزامن مع ذلك انبطاح تام من الدول الكبرى التي تحصر نفسها في خانة السيد الأعظم. وتشاهد ما يحدث عن كثب، وتميط اللثام وتقلب الصفحة مسرعة. لتمسك ببعض الملفات لترويع الأنظمة، بناء على تقارير  مفبركة أعدت من جهات معادية لمنطقتنا العربية، من المأجورين وفاقدي بصلة الوطنية.

حقًا الوطنية المعادلة الأصعب في زمننا هذا. إن شعروا ولو للحظات أنك وطني خالص تكتب حبًا في الوطن وتقف دومًا في خندق المدافعين. تدور الماكينات الإلكترونية لقذفك بالحجارة.. ألسنتهم حداد.

لم يكن انعقاد المنتدى العربي الاستخباري، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس المخابرات العامة وعدد من رؤساء أجهزة المخابرات العربية، في القاهرة رمُانة الميزان، إلا  لدحر التنظيمات الظلامية والمتطرفة في معاقلها، بتنسيق متكامل بين الأجهزة المختلفة في الدول.

فمنذ تسيد الرئيس سدة الحكم وهو يحارب الإرهاب نيابة عن العالم، بغية أن يسود الأمان في المنطقة، وها هو نادكم للتكاتف بغية إحلال السلام في المنطقة جمعاء.. فهل تتعاونوا ونقلب صفحات المواربة فقد عفى عليها الزمن، وأصبحت المنطقة على المحك. وتتطلب سرعة تداول المعلومات بشكل صحيح وفعال. لكشف الجرذان دخل الجحور، وإفشال مخططاتهم التي تصب في مصلحة دول أجنبية معادية للأمن والاستقرار. وهو ما يتطلب الحزم والضرب بقوة بدون هواده، من رأس النظام أينما كان موقعه.. فهي حرب شعواء تتطلب جند عتي .. (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ) الصافات 173.

ومن خلال ما تم كشفه عن فحوى المنتدى، يمكن وضع تصور لدوره خلال الفترة المقبلة، وتأثيره الواضح على ممولي وداعمي الإرهاب، من صناع القرار التي تدعمه ماديا ولوجستيا، لتشويه صورة القادة في المنطقة العربية، فذلك المنتدى سيصبح مطرقة شديدة البأس فوق رؤوسهم، وسيكون له دور جلي في كشف الغطاء أمام العالم أجمع، بشكل يحشد جميع القوى الخارجية التي طالما تشدقت بمسألة مواجهة الإرهاب، وهي بريئة من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فما يقال على المنصات الإعلامية منزوع المصدقية ومغاير لواقعنا تمامًا.. وسيضع المنتدى الجميع أمام رهان حقيقي.

أخيراً إن اختيار مقر المنتدى في القاهرة، يعطي له ثقل في ظل التوقيت الحالي وتشظي المنطقة، وعلينا هنا أن نثق تمام الثقة أن من يأتي لقاهرة المعز للمشورة في أوضاعه الداخلية سيعود بروشتة شافية، تمكنه من السيطرة على التنظيمات والحركات المسلحة داخل بلاده، وذلك نظرًا لكفاءة الجهاز المخابراتي المصري، وقياداته المخلصين لوطن واحد.. هو مصر.. وعلى القبيضة أن يحضروا أمتعتهم لكي ينالوا العقاب قريبا.. قريبا جداً.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى