قلت لكم من قبل إننا لا نلتفت إلى الوراء، بل ننظر إلى النقطة التي وصلنا إليها. ونمد أبصارنا إلى الهدف، الذي نريد أن نصل إليه.
هذا منهاج دولة الإمارات العربية المتحدة، أسسه زايد، وثبته خليفة، ودعمه المحمدان، وهذا جوابنا لكل الذين يتساءلون عن أسباب بلوغنا المقدمة في كل مجالات البناء والتنمية، وتطوير البنى التحتية، والانطلاق نحو اكتشاف المجهول و«غير المطروق» من الأمور.
وقلت لكم: إننا غير جامدين، ولا نتغنى بما كان من أفعالنا السابقة وننسى حاضرنا. ولا نتباكى على الأطلال ونقول «هكذا كنا». بل اعتدنا على أن نقول «هكذا أصبحنا» و«هكذا نريد أن نكون». ولا نخجل من تصحيح مساراتنا متى وجدنا عراقيل تسد علينا الطريق. ولكننا لا نستسلم، ولا نضرب أخماساً في أسداس، بل نتعلم. من النجاح نتعلم، ومن الشدائد نتعلم، ومن الإخفاقات نتعلم، وننهض من كبواتنا سريعاً، لنحولها إلى إنجازات تتحدث بها الأمم.
وأقول لكم، خلال الأسبوع الفائت تعلمنا دروساً في مواجهتنا لجائحة «كوفيد 19» وبالنهج نفسه الذي اعتدناه، ومن خلال رؤية عامة شاملة وضعناها نصب أعيننا، لم نعلق شماعات، ولم نلق باللائمة على أشخاص أو جهات، ولم نقدم الأعذار على تصحيح الإجراءات، فعدلنا ما كان يتوجب علينا تعديله من قرارات سابقة، اتخذت للحد من مخاطر الجائحة، ووضعنا شروطاً أضيفت إلى الشروط التي كانت متبعة، وشددنا القيود، ووسعنا مجالات الرصد والمراقبة والرعاية والحجر والمتابعة، لا شيء ثابتاً لدينا، فنحن من وضع كل تلك الاحترازات للسيطرة على الوباء وتداعياته، ونحن من نعايش الظروف المستجدة على مساراتنا، ونحن من يقرر إذا استدعت الحاجة تشديداً أو تخفيفاً، فهذه مواجهة ليست بهينة، لأنها تمس صحة أبناء الوطن وضيوفه.
ولأننا نتعلم ولا نتردد في إحداث تغييرات على إجراءات المواجهة، سنخرج من الموجة الثانية أكثر قوة وصلابة، مستندين إلى الحملة الوطنية للتطعيم، والتي بلغت 31 % حتى يوم أمس، بعد تلقي 3 ملايين و114 ألف شخص جرعات التلقيح، إنها الثقة بكل تجلياتها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية