نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: تونس على المحك.. ماذا بعد محاولة اغتيال الرئيس؟

تعيش تونس أزمة طاحنة تكاد تعصف بالبلاد في نفق مظلم، واقع يكشف مدى هشاشة النظام التونسي برمته، إزاء ما يحاك له في الغرف المغلقة.

ظهر ذلك جليا في محاولة اغتيال الرئيس عبر مادة سامة تسللت في ظرف مغلق لـ قصر قرطاج للتخلص منه، بسبب رفضه للتعديل الوزاري الجديد، ولم تكن محاولة اغتياله وليدة اللحظة فقد تعرض لذلك منذ 5 أشهر، عبر خبز وتم كشف الأمر. فلقد تحولت الساحة التونسة السياسية. إلى مضمار لصراعات الأحزاب، سواء داخل البرلمان. أو من جانب رئيس الحكومة هشام المشيشي وسكبه للماء على الزيت في الوقت الحالي.

المشيشي الذي نكر جميل من أتى به على رأس الحكومة، عبر تحالفه مع حركة النهضة الإخوانية، برئاسة راشد الغنوشي عضو التنظيم الدولي، ونبيل القروي رئيس حزب قلب تونس.

مؤكد أن ما يجري الآن يعد إرهاصات لانقلاب محدق سوف يتعرض له الرئيس من القبيضة وأصحاب السياسات الضيقة. وذلك عبر تضيق الخناق عليه، بسبب صلاحيات الدستور وما يكفله له في اتخاذ القرارات، فهناك في تونس لاقيمة للرئيس.. البرلمان هو سيد الكلمة، وما يكون وفق مصالح الشليلة يمرر.

ونظرا لشدة وطأة الواقع على الرئيس. ومن تقديري أنه بدأ يشعر بأنه قادم على معركة حامية الوطيس. أعلن رفضه للتعديل الوزاري الذي يتضمن 11 وزيرًا تم موافقة البرلمان عليهم بالثلثين، ليضع نفسه بين مطرقة الدستور، الذي يحجمه بشكل واضح، وسندان خرق الدستور، في رفض حلف يمين الوزراء الجدد، وهو ما بدوره سيفتح النيران ويجعلنا نعيش داخل دائرة صراعات مفتوحة، ويجعلنا أمام عدة تساؤلات.

هل قررت الأحزاب المناهضة للرئيس التخلص منه نظرًا لمخالفة سياساتهم؟.. ومن يقف وراء محاولة الاغتيال؟..  وما موقف حركة النهضة الإخوانية من الموقف؟.. هل قررت النهضة أن تستخدم الجهاز السري وتغتال الرئيس كما حدث في قضية شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013.

مشهد ضبابي بالمرة، يحمل العديد من السيناريوهات.. أبرزها إما أن ينصاع الرئيس لضغط الحكومة والأحزاب. ويعري نفسه أمام الشارع ليكتب على جبينه أنه دمية تحركها الأحزاب كما تشاء، أو يعلن عصيان مفتوح ويتحمل تبعات قراره، والأرجح أن يحدث صدام لا يحمد عقباه.

في حقيقة الأمر إن ما يطبخ على نار هادئة بين الثلاثي المرح رئيس الحكومة، والغنوشي، ونبيل القروي، هو جر الرئيس قيس سعيد في آتون الحرب، بسبب الدستور، ووضعه في مأزق واضح مع الشارع التونسي الذي يشهد حالة من الفقر المدقع، بسبب الوضع الاقتصادي المأزوم، فالطريق ملبد بالغيوم، والانقلاب يحاصر الرئيس. ولكن سيكون بأيادٍ تونسية خالصة، فمن جانب سيستغل الشارع، ومن جانب آخر اتهامه بإلقاء كتابهم المقدس «الدستور».. في أقرب سلة قمامة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى