نون والقلم

صفوت سليم يكتُب: تونس وثورة الجياع

مرت عشر سنوات بالتمام والكمال، على الثورة التونسية ورحيل الرئيس زين العابدين بن علي، والتي اعتبرتها الطغمة السياسية، من زبانية حركة النهضة الإخوانية ثورة تصحيح آنذاك.

بن علي الذي أذاق الميليشيا التنظيمة وأذرعها الهوان في تونس، سُجن من سُجن، وفر بعض قادتها إلى المنفى في لندن لأكثر من عقدين، حتى عادوا عام 2011 كالجراد مُتشحين بلواء الشرعية، لقيادة البلاد وفقط رؤية تدعم تواجد النهضة في الحكم، تماهوا مع الشارع التونسي في الكثير من القضايا، بغية اللعب على مشاعره وأقناعه بأنهم طوق النجاة، وفي جعبتهم جميع الحلول لتحسين الأوضاع المتردية في البلاد.

10 سنوات مرت وحالت النهضة الإخوانية دون ذلك. ويوم بعد يوم يطالبون الشعب التونسي بالصوم وربط البطون بالحجارة. وفي مقابل ذلك يظهر على قادتها الثراء الفاحش. والجميع في تونس الخضراء، يعانون من فقر مُدقع حتى باتت الروح في الحلقوم.

لم يكن خروج الشباب التونسي في عدة ولايات داخل تونس. للتظاهر على الأوضاع  الاقتصادية الخطرة، التي آلت إليه البلاد، منذ مجئ حركة النهضة. وتداعيات فيروس كورونا، بل  هناك أسباب عديدة نجمت جراء انتشار الخلايا الإرهابية داخل البلاد، فضلا عن طرح رئيس الحكومة هشام المشيشي تعديل وزاري جديد وزراءه تابعين لحزبي النهضة، وقلب تونس اللوبي المشترك.

وذلك لامتصاص حالة الغضب، والتي ترجح أن تستفيد منها النهضة. ناهيك عن علامات الاستفهام العديدة حول البرلمان وسيطرة النهضة على الأغلبية بداخله. مما يسمح لها بتمرير القوانين التي من شأنها، حماية النهضة ومصالحها في العُمق التونسي. الذي أصبح على جرف هار، ومنها انطلقت ثورة الجياع تطالب بإسقاط النظام. وتوجيه اتهامات للحركة تحمل النهضة ما وصلت له البلاد.

واقع دفع الحركة بأن تتحرك لرأب الصدع الذي قد تحدثه ارتفاع وتيرة الاحتجاجات على الحركة ومستقبل تواجدها، داخل الحكومة والبرلمان، وهي ترأس البرلمان في الوقت الحالي، وتشعر بنشوة بالغة الانتصار، بعد أن فشلت في تسيد حكم البلاد، في آخر انتخابات رئاسية حينما دفعت بالقيادي في الحركة عبد الفتاح مورو.

وبدأ التحرك عقب  تصريحات، وزير الداخلية السابق توفيق شرف الدين أمام البرلمان، بأن تونس تعيش واقع انتشار واسع للخلايا الإرهابية، بتلويح رئيس مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية، عبد الكريم الهاروني، وعملية التحريض وتجيش أنصار الحركة لمهاجمة المحتجين، على الحركة وسياساتها في العشر سنوات.

وهنا سؤال يطرح نفسه بشدة هل وجدت النهضة نفسها في مأزق من الاحتجاجات؟.. وهل نشهد ثورة تصحيح تقتلع النهضة من جذورها في تونس؟.. والأهم هل يتنازل الشعب التونسي عن مطالبه في الشارع؟.. سيناريوهات عدة تنتظر النهضة من الشباب التونسي الغاضب.. نأمل أن تصحح صحوة الربيع العربي الأوضاع… فهل تسقط النهضة الإخوانية في تونس؟

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى