أشكر كل الذين تواصلوا معي يومي الجمعة والسبت، عبر مختلف وسائل الاتصال ليشيدوا «بموقفي الشجاع» كما قالوا من «واتس آب» وإمبراطورية زوكربيرغ، في مقالات الثلاثاء والأربعاء والخميس، والتي ختمتها بقرار لا رجعة فيه، وهو عدم الخضوع للإكراه التقني لتطبيق التراسل، ورفض الموافقة على التلاعب ببياناتي الشخصية مع «فيسبوك»، ليتمكنوا من تحقيق مليارات جديدة على حساب المعلومات الشخصية للمستخدمين، وإعلاني الاستغناء عن حسابي على «واتس آب» والعودة إلى استخدام البريد الإلكتروني والهاتف النقال، ما أدى إلى تراجع المجموعة عن قرارها!
لا أعرف ماذا أقول لكم، فقد انعقد لساني بفعل المفاجأة. فما بين نشر مقال المقاطعة وتراجع «واتس آب» عن قرارها 24 ساعة فقط. أي يوم واحد، وهذا جعلني «أتلفت» حول نفسي. أبحث عن هالة تحيط بي، ولا أراها. لكنني أشعر بها، وكأن شيئاً «تورم» بداخلي. يا لهذا الشعور، لم أحس بمثله منذ سنين، إنه «زهو» الفوز. تناسيت ملياري مستخدم لهذا التطبيق. واعتبرت ذلك التراجع عائداً لمقالاتي «النارية» التي يبدو أنها أفحمت زوكربيرغ ومجلس إدارته. أولئك الذين تخيلتهم مجتمعين طوال يوم الخميس لمناقشة قرار مقاطعتي لهم.
وأن أحد الحضور نصحهم بالحذر من موجة ثانية قبل موعد تطبيق الشروط الإجبارية في الثامن من فبراير بعدة أيام، لأنها قد تكون مثل «كورونا» تسري بين الناس فتعديهم لتتسع دائرة المقاطعين، ما سيشكل خطراً على المجموعة بأكملها وليس التطبيق فقط، فكان قرارهم بإبلاغ المستخدمين بأن ينسوا لائحة الشروط الجديدة، وأنهم غير ملزمين بما ورد بها، حيث سيستمر تطبيق «واتس آب» في العمل بناء على سياسته القديمة، وحفظاً لماء الوجه قالوا لاحقاً إنهم يؤجلون القرار حتى منتصف مايو المقبل!
تنبهت فجأة، وعدت إلى الواقع، فتعوذت بالله من وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء أو لنقل الحالمة هنا بما يجاوز الحدود، فقد كتبت آلاف المرات ولم يحدث مثل هذا معي، ولا أقصد سماع كلامي، بل القصد أنه لم يحدث أن شعرت بتضخم الذات والإحساس بأنني وراء قرار عملاق التواصل الاجتماعي، فدعوت ربي أن يحميني من التخيلات و«التوهمات» ويبعد عني الغرور وحب الذات، ويجعلني من المتواضعين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية