نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: الحرب الإثيوبية السودانية

لازالت إثيوبيا بقيادة آبي أحمد الحائز علي جائزة نوبل للسلام تواصل قتل النساء والأطفال وجنود وضباط الجيش السوداني داخل حدود السودان. ولازال جيشها يواصل الحشد علي طول الحدود مع السودان. ومن ناحية أخري تتهم السودان بأختراق الأراضي الإثيوبية. بعكس ما يحدث علي أرض الواقع من اختراق للقوات الجوية الإثيوبية الأجواء السودانية ومواصلة الاعتداءات المسلحة علي المزارعين السودانيين .

لقد كان في استعادة الجيش السوداني لأراضيه المحتلة من الجيش والميلشيات الإثيوبية منذ أكثر من خمس وعشرون عاما الحدث الذي جعل القيادة السياسية الإثيوبية تتعامل بحالة من الجنون يحاول بها إصابة الجيش السوداني وقياداته بالخوف منهم. ثم الانسحاب من الأراضي السودانية المحررة. أو بدء الحرب الشاملة ضد السودان. وفي كل الأحوال تنكر إثيوبيا وجود معاهدة ترسيم الحدود الموقعة بين البلدين عام 1902 . و ذلك حتى تنشئ نزاعا حدوديا مما يعني فتح باب للتفاوض علي ترسيم حدود جديدة. وهو ما تنبه له الأشقاء في السودان و أكدوا أنه لا يوجد نزاع حدودي بل انتشار للجيش داخل حدود بلاده .

لقد تأكدت القيادة الإثيوبية منذ اطلاق مناورات نسور النيل أن الجيش المصري صار كتفا بكتف مع الجيش السوداني في تحرير أرضه وحمايتها. وأن الصراع الإثيوبي المصري قد دخل مرحلة جديدة هي وجود الجيش المصري المصنف عالميا وصاحب الخبرات الطويلة في الحروب. قد أصبح علي حدود إثيوبيا وجها لوجه دفاعا عن الأشقاء السودانيين وتأكيدا لقدرة مصر علي وقف الممارسات الإثيوبية الخاطئة مع كل دول جوارها. وأيضا إثبات قدرة مصر علي حماية أمنها المائي. مهما كانت درجة الخطورة عليه لأنها مسألة لا تحتمل التفاوض حولها. رغم مرور عشر سنوات من المفاوضات العبثية. مع دولة لا تحترم معاهدات و لا مواثيق و لا حقوق للدول المجاورة لها .

الأجواء الآن بين إثيوبيا من جهة و بين مصر و السودان في غاية التوتر. بعد تأكيد وزير خارجية إثيوبيا أن ملء المرحلة الثانية من سد الخراب الإثيوبي ستتم في موعدها خلال أشهر قليلة. ودون الحاجة للتشاور مع مصر و السودان. بل وأعلن البدء في إنشاء سد جديد في إطار تنمية تنمية إثيوبيا. كما يزعم هو، وهذا الملء لو تم فلا لأحد أن يتحمل الدمار الهائل الذي سيحدث لو أنهار هذا السد لأي سبب كما سيمكن إثيوبيا من التحكم المطلق في كل قطرة ماء علي طول مجري النيل. بمعني أن إثيوبيا تستطيع أن لا يكون بالنيل نقطة ماء خلال عدة سنوات وهو الهلاك المبين للشعب المصري و السوداني. وهو ما يجعلنا نطالب القيادة السياسية وكل مؤسسات الدولة والتنظيمات بإعلان وقوفنا جيشا وشعبا مع الجيش السوداني في معركته ضد الاحتلال الإثيوبي لأن كل الخبراء والمراقبين يعلمون أن إثيوبيا لن تتراجع عن إكمال سد الخراب الإثيوبي. وأنها لو استطاعت فتستكمل احتلال أراضي السودان حتي تصل إلى الخرطوم نفسها. ومن الواضح أن هناك سوء تقدير إثيوبي للموقف كله برمته وأنها لا تدرك أن المعركة داخل إثيوبيا بين العرقيات المختلفة ستكون سببا مباشرا لتفكك ما كانت تعرف بدولة إثيوبيا .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى