أمامنا مجموعة «زوكربيرغ» وهي تقدم لنا مثالاً حياً على التعسف والاستبداد الذي طغى على تصرفات التطبيقات الكبرى للتواصل الاجتماعي، حتى لا يقول أحد إنني بالغت في ما كتبت يوم أمس.
تطبيق «واتس آب» الذي اشترته «فيسبوك» منذ فترة، فاجأ المستخدمين بشروط جديدة ستفرض عليهم اعتباراً من 8 فبراير المقبل، وهي شروط لا خيار للمستخدم في مواجهتها، «إما التنفيذ وإما إغلاق الحسابات»، وهم قادرون على ذلك، فمن بين ملياري مستخدم لتطبيق «واتس آب»، ليس هناك من هو أكبر وأهم وأقوى من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي منع من دخول حساباته بأمر من «زوكربيرغ». وبشكل نهائي، ولم تحمِ الرئيس مكانته أو سلطته أو قوانينه.
مطلوب من كل مستخدم لهذا التطبيق، وهو «واتس آب» أن يوافق على مشاركة بياناته مع «فيسبوك»، بياناته كاملة، من عناوين إلى أرقام هواتف، والهدف توفير تلك البيانات للمعلنين ليبيعوا منتجاتهم مباشرة عبر هذا التطبيق، وهذه قناة جديدة ستضخ المليارات على مجموعة «زوكربيرغ» ومن معه، هم يكسبون الأموال من خلال «ابتزاز» ملياري شخص، يعلمون أنهم سيخضعون لشروطهم مكرهين، لأنهم في النهاية مجرد أشخاص ارتبطوا بهذه الخدمة منذ سنوات، وليس هناك تطبيقات مشابهة يمكنهم الانتقال إليها، وليس أمامهم جهات رسمية يمكن أن يشتكوا لديها، فالدول لا تقترب من عمالقة الإنترنت والتواصل الاجتماعي، رغم أنها تخالف القوانين المحلية والدولية. فالإكراه جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي أياً كان شكله. فيه سلب للإرادة وفرض قيود على الحرية الشخصية. واعتداء على الخصوصية، والإجبار على القيام بعمل ضار قد تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية مستقبلاً. والتربح دون وجه حق بالنسبة لمرتكبها!
سلطة فوق السلطة، تشترط متى شاءت. وتغير شروطها متى أرادت، والبشر، كل البشر، منساقون خلفها بلا حول أو قوة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية