نحن أمام كارثة كبرى «لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ». فيروس كورونا يتحور ويتبدل ويهدد العديد من دول العالم التي وقفت عاجزة بإمكانياتها الجبارة عن المقاومة والتصدي الفعال.
غضب السماء على أهل الأرض له سوابق تاريخية مرتكزة على الثوابت الدينية. وكان سببها عدم الرضا من الله على أفعال البشر الذين عثوا في الأرض فساداً.
تكبر البشر وتجبرهم غير مرتبط بدين ولا بملة دون أخرى فالفساد عم العالم والشر لم يعد له موطناً، كما غابت الأخلاق والقيم واستخدمت الأديان لغير ما أنزل الله به من الهداية وسمو الروحانيات إلى تحليل الحرام وتحريم الحلال، حتى تحول العالم إلى غابة واختفت دول بأكملها وساد الظلم بعدما اختل ميزان العدل!!
الكون له خالق وكل شيء فيه بمقدار، وكما أن الحياة حق فإن الموت حق وكل شيء بميعاد.. لكن المسألة هنا تتوقف على الأسباب، ومسبب الأسباب هو القادر على كل شيء..إذاً فهذا المرض القاتل جند من جنود الله «وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ».
منذ 1400 عام حدثنا القرآن الكريم عن قصة أصحاب الفيل «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ» وكان الرد سلاح رباني لا يعلمه أصحاب القوة والسلطان «أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)».
الله واحد لم ولن يتغير والسماء لم تتبدل.. لكننا بنو البشر من تبدل وتغير. وأصبح للجبروت أشكال مختلفة، وتطورت الأسلحة التقليدية إلى كيماوية ونووية، واخترقنا السماء وحفرنا باطن الأرض ونهبنا خيراتها وثرواتها، وظهر آلاف المدعين بقدرتهم الزائلة «أنا ربكم الأعلى» فاختلف العقاب بفيروس متنقل أوشك أن يكون طائراً في الجو.
وأصبح بنو البشر في ذهول يطرقون كل الأبواب إلا باب التوبة النصوحة والرجوع إلى الله إحقاقاً للحق.. الباب مفتوح أمامكم ردوا المظالم وأصلحوا ذات بينكم توبوا إلى الله«وما تدري نفس ماذا تَكْسِبُ غَدًا وما تدري نفس بِأَيِّ بأرض تموت».
باختصار.. الموت على الأبواب وإن لم يكن بكورونا مات بغيرها والتوبة لا تحتاج إلا النطق باللسان والقول الصادق والعمل الخالص لوجه الله..إنها التوبة يا سادة فليبحث كل منا بداخله فربما كانت الفرصة الأخيرة للعودة إلى الجذور..أنقياء أوفياء قبل فوات الأوان.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية