لم أفاجأ بأحداث اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي، من أنصار دونالد ترامب، فقد شهدنا منذ بداية المناظرات، بين الأول والرئيس الفائز جو بايدن، حالة من العبث والغوغائية وتراشق الاتهامات جزافًا. فكلٍ يبكي على ليلاه، ويبذل مجهود مضني بغية تسيد البيت الأبيض، كانت حينها تتسع دوائر الصراع، بين المرشحين، عبر قذف الحجارة، التي تحمل في بكورتها، ملفات شائكة، منها الصحة في ظل جائحة كورونا، كان الرئيس ترامب، يرى أن الإغلاق ستكون تداعياته، أقسى بكثير من التضحية بالأفرد، من الشعب الأمريكي. بينما كان بايدن متشبثًا بضغطه أمام العالم ومؤديه، بورقة المواطن وصحته في المقام الأول. أجزم أن تلك الورقة، كانت الكرت «القشاش» الذي أتى من بحور الظلمات. ليبني غطاء شعبي كبير، يدافع عنه حين تشتد المعارك.
وهو ما حدث داخل ما يدعونه المعقل المقدس، الكونجرس، والذي شهد حرب عصابات وعمليات من الكر والفر من أنصار دونالد ترامب، إعتراضًا على نتائج الانتخابات، وجاء الاقتحام بالتزامن مع جلسة مشتركة للشيوخ والنواب. للمصادقة على فوز الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن، عمليات متنوعة وأسلحة نارية. كان يحملها المؤيدين أدت إلى حالة من الهرج والمرج، حتى كاد العقد أن ينفرط في سويعات. لولا تمكن قوات الأمن من مساندة قوات الحرس الوطني، للسيطرة على المبني.
ومن ثم أعلنت بلدية واشنطن حظر التجول، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه بشدة في خضم تلك الدراماتيكية، أين الديمقراطية التي ظلت تتغنى بها أمريكا منذ بداية الخليقة؟.. وأين حقوق الإنسان من سقوط القتلى داخل الكونجرس؟ أين حقوق التظاهر السلمي التي يكفلها الدستور؟..وأين منظمات حقوق الإنسان؟ هل تستطيع أمريكا أن تحدثنا عن الديمقراطية بعد الآن؟..
وفي بَواطِنِ الأمور، سيكون لما حدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. تداعياته السلبية، في كيفية إعادة ترتيب البيت من الداخل سريعًا، لمواجهة العالم. بوجه السيد المعظم، الذي ظل يقوض في تحركات الأنظمة ويوزع الأدوار. من يكمل الطريق؟ ومن تنتهي رحلته؟ هناك الكثير من العراقيل ستواجه بايدن في الإدارة. حتى سيصل الأمر إلى التأثير على الملفات التي أعدت داخل الغرف المغلقة. لتقديم نفسه أمام العالم باستراتيجية جديدة. فقد حملت له الأيام في جعبتها. مفاجاءات غير محمودة، فما حدث لا يدين الرئيس ترامب فقط، وإنما كان وصمة عار ستظل عالقة في جبين، أمريكا وسيكون لها تأثير سلبي.
وسيتجلى ذلك في إمكانية محاكمة الرئيس ترامب، بسبب ماحدث، لتخفيف حدة الوطأة، وإجراء عملية غسيل سمعة، لتبيض وجهها أمام العالم، والتلويح للجميع بإشارة انتصار منزوعة المصداقية، أرأيتم من ينقلب على الديمقراطية ماذا يحدث به!.. وهو السيناريو الأقرب بعد حظر مارك حساب فيسبوك وتويتر، لترامب بسبب الرعونة في الحديث، وستظل الأيام المقبلة تحمل الكثير، فهل يحاكم ترامب؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية