غير مصنف

الأسد يلقي منشورات لهزيمة الأهالي نفسياً.. وهم: أوراق لمدافئنا

مذ بدأ الطيران الروسي أولى غاراته ضد أهداف تابعة للمعارضة السورية، حاول نظام الأسد أن يستثمر كل دقيقة في ابتكار أساليب وتنفيذ إجراءات جديدة في الحرب النفسية والإعلامية ضد حواضن الثورة، تزامناً مع الهجمات الروسية ومحاولات التقدم البري على الأرض لجيشه، كان آخرها إلقاء منشورات “ذات صبغة عدوانية، كما لو كان المستهدفون بها أعداء من دولة أخرى عدوّة”، وفق نشطاء ومغردون تداولوا صوراً لها.

وألقت طائرات نظام الأسد، خلال الأيام القليلة الماضية، منشورات على ريف حماة، تهدد فيها وتتوعد بـ”ضربات ساحقة” تطال حتى الملاجئ الإنسانية، وذلك تزامناً مع الغارات الجوية التي تشنها المقاتلات الحربية الروسية، لليوم الـ14 على التوالي.

وحملت تلك المنشورات، التي بثّ نشطاء الثورة السورية المحليون صوراً لبعض النماذج لها على شبكات التواصل الاجتماعي، تهديدات صريحة “بسحق” المناطق التي ألقيت فيها، بساعة محددة.

في حين تحمل تلك المنشورات رسائل مبطنة بالتهجير وطرد المواطنين، كما يُقرأ في ما وراء أسطر إحدى تلك المنشورات، والتي جاء فيها:

“إنذار أخير، شدة الضربات تتصاعد.. القادم أعظم، غداً في تمام الساعة 12:00 سيتم توجيه ضربات ساحقة لهذه المنطقة”، وهو ما يجب أن يفهمه أهالي المنطقة بأنه أمر بإخلائها كلياً “قبل سحقها”.

 

2

وفي منشور تضمن صورة ملونة لمقاتلة روسية تقذف صواريخ كبيرة، هدد نظام الأسد مواطني ريف حماة بأنه سيستهدف كل المنطقة بما فيها الملاجئ، وقال في المنشور:

“أربعون نوعاً من الذخائر تنتظركم.. قادرة على تدمير الأهداف (الأرضية، تحت الأرضية، الملاجئ والمناطق المحصنة)”، في لهجة قد لا يُفهم منها إلا الرغبة بالإبادة لكل السكان حتى من اختبأ في ملجأ.

 

1

وتدعو منشورات أخرى السكان إلى “إلقاء السلاح” أو الابتعاد عن المسلحين ومقراتهم، وتدلهم على ما تسميه “طريق النجاة” حيث تطالبهم بسلوك طريق محدد، وهي المنشورات التي عادة ما ينظر لها الأهالي لا بعين الريبة والشك فقط، بل بعين السخرية والفكاهة من النظام الذي عودهم على الغدر بهم “وسحقهم” في كل مرة يخاطرون بالثقة به، على ما يؤكد نشطاء محليون.

 

4

3

– أوراق لمدافئنا

وقال الصحفي والناشط المحلي، منهل باريش: إنه “تكرر إلقاء نظام الأسد لتلك المنشورات، إذ تزامنت مع أولى غارات الطيران الحربي الروسي أواخر الشهر الماضي واستهدفت مدينتي تلبيسة والزعفرانة بريف حمص، ويكررها الآن على مدى يومين متتالين في كفرنبودة بريف حماة وبلدات مجاورة لها”.

وأوضح باريش أن إلقاء المنشورات “هو تكتيك جديد يلعبه الروس، فهم يوعزون لجيش الأسد بإلقائها، للتأثير على معنويات الحواضن الشعبية للثورة من باب الحرب النفسية، والهدف منها زعزعة ثقة تلك الحواضن بالجيش الحر والفصائل المقاتلة المختلفة”.

وحول كيفية تعاطي الأهالي معها، قال باريش ساخراً: “أعتقد أنه لو كانت الكميات أكبر قليلاً من الكميات التي ألقتها المروحيات، لكان أمكن للأهالي الاستفادة منها في إشعال المدافئ لا سيما أننا دخلنا بدايات فصل الشتاء”.

ورأى أن “القصف الهمجي الذي يستهدف الأهالي، هو أكثر إقناعاً من تلك الأوراق بنظر السكان”، معتبراً أنه تمّ تجاوز تلك المنشورات وما تحمله من تهديد بالانتصارات التي حققها الثوار والفصائل المقاتلة في ريف حماة.

وأشار باريش إلى أن “الناس تحمل في ذاكرتها أرشيفاً كبيراً لغدر النظام الذي ليس له أمان، ومن بين ذلك ما هو أهم من حمل تلك الورقات، وهو ملف المصالحة، فعندما كان جيش النظام يجتاح منطقة كان يستهدف من ضمن من يستهدف أعضاء لجان المصالحة، حتى إنه علّق مرة أحد أعضاء لجنة مصالحة على مدفع الدبابة، هل هناك ما هو أكثر دلالة من ذلك على الغدر؟”، تساءل الناشط.

وبالرغم من أن الطيران الحربي الروسي عمد إلى سياسة الأرض المحروقة، كما أظهرت مقاطع مصورة بثها نشطاء الثورة، وتباهت بمثلها قنوات النظامين الروسي والسوري، إلا أن الثوار ردعوا كل محاولات السيطرة على بلدة كفرنبودة بريف حماة واستعادوها بظرف أقل من 5 ساعات، بعد تقدم مؤقت للقوات البرية لجيش نظام الأسد الذي غطاه الطيران الروسي بكثافة نيران غير معهودة، كما استعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على “تل سكيك” الاستراتيجي.

 

https://www.youtube.com/watch?v=E8WUAstACt0

واليوم الثلاثاء، دخلت الهجمات الروسية على مدن وبلدات سورية خارجة عن سلطة نظام الأسد، يومها الـ14، شنت خلالها مئات الغارات التي أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني؛ بينهم أطفال ونساء وعناصر في الدفاع المدني، واستهدفت غالبيتها الساحقة أهدافاً لا تنتمي بشكل من الأشكال لتنظيم “الدولة”، بحسب تأكيدات السكان المحليين ودول غربية تتابع الأجواء السورية منها أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي أكدت جميعها أن 90% من الغارات استهدفت مناطق لا وجود للتنظيم فيها، وهو خلاف مزاعم الروس.

أخبار ذات صلة

Back to top button