نون والقلم

فريهان رؤوف تكتب: الزواج ليس فرصة بل مسار مصيري

كثيراً ما نسمع في المجتمعات العربية وفي هذه المجتمعات الغريبة نوعاً ما من تأنيب لكل فتاة ترفض الزواج، خصوصاً مع تعدد العروض. ورفضها المستمر ليس لتكبر أو غرور. وإنما لا ترى في أحد منهم فارس أحلامها وشخصا بإمكانها الاعتماد عليه في المستقبل.

الزواج ليس له سن معينة الزواج مؤسسة مقدسة. والزواج ليس فرصة هو مسار في الحياة يستحق التفكير والتخطيط والفهم ليس مجرد كلمة يعبث بها الناس.

لطالما دمر قرار الزواج المتسرع حياة الكثيرين وسبب انحرافا للأسرة وبالأخص الأبناء نتيجة كثرة الخلافات العائلية إضافة الى ارتفاع معدل الطلاق وخاصة للضرر في المحاكم. هو ليس لعبة هو قرار مصيري هو تشارك اللحظات السعيدة واللحظات المؤلمة.

فهل هذا القرار ايضا تتخذه العادات والتقاليد وأسلوب الإكراه والضغط أو الطمع؟ نعم الطمع. الكثيرات يعتقدن أن الزوج ليس إلا مصباح علاء الدين وحسابا بنكيا يلبي كل الطلبات المادية وتختار أن تشارك حياتها مع شخص لا تحبه ولا تفهمه فقط من أجل الطمع فهل سينجح هذا الزواج الذي أساسه ليس الود والمحبة بل الاستغلال؟ لماذا يفسد الناس كل ما هو جميل وإنساني؟ الله خلق الزواج من أجل الاستمرار ومن أجل الود والمحبة. يقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} «الروم: 21».

فالزواج هنا أساسه المودة والرحمة والاحترام والتقدير. وأيضا إشارة للتفكير لأنه ليس قرارا اعتباطيا فهو ليس حرب ولا معركة ولا حلبة صراع من الاقوى بل هو منهج في الحياة وطريق يجب أن يكون مبنيا على أساس وقواعد صحيحة وإلا تدمر وتدمرت معه معنويات العديد من العائلات.

فيكفي من الجهل، هو ليس فرصة ولا قطاراً سوف يمضي، فليمض القطار اذا كان مع شخص لا تحبه ولن تحبه ولن تكون معه سعيدا بل في سجن وجحيم تموت فيه كل يوم بالبطيء وتجلد فيه بجروح لا تشفى مثل الورود التي تذبل كل يوم. فقط من أجل ماذا؟ من أجل المجتمع من أجل كلمة فرصة أو قطار سريع أم ماذا؟ لا تتنازلن عن صورة فارس أحلامكن الذي في مخيلتكن. من حق كل فتاة أن تختار الشخص الذي يناسبها. والذي يستحق أن تتزوجه بدون ضغط. هي مخلوق من حقه أن يختار ويقرر من دون أي إكراه ولا توجد فرص، يوجد تفكير وإرادة.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

 t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى